أنا: "وينك هالأيام فاقدينك في ملتقى "الشله" صاير على شمسك غيوم؟!
مطفوق: أبداً ما قدرت أجيكم بسبب انشغالي في زيارات يومية إلى "معرس" الكتاب.
أنا: تقصد معرض الكتاب بالضاد؟!
مطفوق: "هو معرض للكتاب لكن بحسب مشاهدتي لمرتاديه من الأخوات الكريمات فقد صار المعرض بمثابة مكان العرس ولهذا سميته "المَعْرَسْ" بتسكين العين وفتح الراء وتسكين السين".
أنا: آه.. أوه.. الآن فهمت في البداية أسأت الظن فيك وفي الكلمة لكن بعد توضيحك أدركت أنك ما شاء الله شاطر لغوياً في توظيف وتحريف الكلمات بما يناسب فكرتك.
مطفوق: الحمد لله أنك أحسنت بي الظن هذه المرة.
أنا: "طيب وش اللي خلاك تعتبره معرس ومكان احتفال؟"
مطفوق: خلال زياراتي المتتابعة للمعرض خلال انعقاده لفت نظري التدفق النسائي الهائل من مختلف الأعمار، وهذا من حيث المبدأ توجه إيجابي من الجنس الناعم نحو الثقافة ونحو التسوق الهادف الذي يثري العقول، حتى ولو أن هناك من يدعي أن أكثر مقتنيات النساء في المعرض هي في كتب الأبراج وتفسير الأحلام وطرائق الطبخ؛ لكن رغم كل شيء إلا أن المجيء للمعرض في حد ذاته مكسب.
أنا: "أجل وين المشكلة؟"
مطفوق: "المشكلة في أن هيئة النساء المرتادات للمعرض عليها كثير من الملاحظات من حيث المبالغة في التزيين والتمكيج والتكحل والتعطر والتمخطر على نحو أشعرني أنني في إحدى قاعات الأفراح والزفاف أو الذهاب للتسوق؛ على حين أزعم أن طبيعة معارض الكتاب مغايرة تماماً لطقس السوق أو الزفاف، حيث يحسن أن يتسم صاحب الثقافة بشيء من الوقار والحشمة والبساطة وقلة التكلف".
أنا: لكن حتى مع محاولتك إقناعي إلا أن النساء ذهبن لشراء واقتناء الكتب وهذا في حد ذاته اتجاه إيجابي لنسائنا وبناتنا.
مطفوق: كلامك صحيح لكن العادة جرت على أن "مسوح" المثقفين وغواة الكتب تكون على أبسط حال لكن من شاهدتهن في المعرض هن من الطبقة البروجوازية المنعمة والمترفة.
أنا: "بلاشي فذلكة بروجوازية أو بروليتارية"، المهم هو النجاح الذي حققه المعرض في أوساط الناس؛ بحيث تحول إلى طقس سنوي وتظاهرة ثقافية تعكس تحولات المجتمع السعودي المعرفية.
مطفوق: "يا أخي أنا معك في كل كلامك لكنني مع التوسط في كل شيء فأنا ضد الإمعان في التشدد وبالمقابل ضد الإمعان في الانفتاح اللي يسيح الأمور ويخليها بحري!! لكن الله يرحم جدنا الكبير الذي قال:
ونحن أناس لا توسط بيننا.... لنا الصدر دون العالمين أو القبر".