عاش نجوم كرة القدم حتى سبعينات القرن الماضي حياة سهلة.. يتدربون ثلاث مرات أسبوعيا ويلعبون مباراة واحدة أسبوعياً، ويحصلون على إجازة صيفية تطول إلى ثلاثة أشهر.. وهو الأمر الذي ساعد على استمرارهم لفترات طويلة في الملاعب دون إصابات عنيفة رغم عدم تقدم علوم الطب الرياضي وقتئذ.

واستمر الأرجنتيني الإسباني الفريدو دي ستيفانو لاعباً حتى أكمل أربعين عاماً تماماً مثل الهنجاري فرانز بوشكاش والبرازيلي بيليه والهولندي يوهان كرويف وغيرهم من الأفذاذ.

ومع دخول المال إلى عالم الرياضة وكرة القدم وتحكم الشركات الغنية في الاتحادات والأندية الرياضية وارتفاع أسعار البث إلى مليارات الدولارات.. وأخيراً ومع تقدم علوم وفنون التدريب ووصول لياقة اللاعبين إلى أعلى مستوياتها على مر العصور تغيرت كرة القدم رأساً على عقب.

وأصبحت مرات المران للاعب المحترف بين 9 و11 مراناً أسبوعياً ووصل عدد مبارياته الرسمية مع ناديه ومنتخب بلاده إلى 8 أو 9 مباريات شهرياً.. الأمر الذى أدى لانفجار موجات الإصابات العضلية الناتجة عن الأحمال الزائدة والجهد الفائق، إضافة لارتفاع معدلات الإصابة من شدة وحدة المباريات.

لاعب كرة القدم المحترف في المستويات العالية يعاني إغراقاً فظيعاً في المباريات (في إنجلترا يخوض 38 مباراة في الدوري وعدد مراحل الكأس تصل إلى 10 للكبار ومراحل كأس الدوري إلى 6 مراحل بالإضافة إلى 14 مباراة محتملة في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي ومعها 10 مباريات دولية على الأقل.. وبالطبع بعيداً عن المباريات الودية التي تحقق إيرادات ضخمة خارج الحدود لاسيما في الصين والولايات المتحدة وقطر والإمارات).

أي إن عدد المباريات قد يصل إلى 70 أو 80 مباراة وكلها بحثاً وراء المال حتى ولو أدى ذلك لإحراق اللاعبين والاعتزال الباكر لنجوم موهوبين.

أرجو ألا ننجرف عربياً وراء هذا المد المؤذي.