لم يكن تخوف سكان جدة من هطول الأمطار هذا العام كسابقه في الأعوام الماضية، ولم تؤثر تقارير بعض مواقع الأرصاد العالمية على حركة السكان في مدينة جدة، التي بدت طبيعية منذ أمس، رغم تنبيه الأرصاد إلى احتمال هطول أمطار متوسطة.
"الوطن" استطلعت آراء عدد من سكان مدينة جدة في عدد من الأحياء، ومنها أحياء شرق جدة على وجه التحديد كونها الأحياء الأكثر مواجهة للسيول لقربها من أكبر الأودية بجدة والمتجهة من أقصى شرق المدينة حتى غربها، ومن بينهم المواطن على حميد الصاعدي من سكان حي السامر، الذي لم يبد تخوفا مما تم تداوله في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي حيث أشار إلى أنه بعد الاتكال على الله والاعتماد على مشاريع درء أخطار السيول الجديدة والمتمثلة في إنشاء ستة سدود شرق مدينة جدة وتحديد مسارات الأودية الكبيرة وتوسيع مجاريها، فإن مسألة التخوف من هطول أمطار هذا العام لم تعد تؤرق سكان أحياء شرق جدة على وجه الخصوص وسكان جدة على وجه العموم بعد الانتهاء من منظومة مشاريع الحماية من مياه الأمطار والسيول التي تم تنفيذها، والتي يرى أنها كفيلة في الوقت الحالي بدرء المخاطر عن مدينة جدة.
وحول تخوفه من كميات الأمطار التي تم الإعلان عنها في مواقع الرصد العالمية، أكد الصاعدي أن ثقته بالله كبيرة وأنه يتابع مثله مثل باقي سكان جدة كافة التقارير على مواقع عالمية ومحلية، ومنها رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، والتي يرى أنها لم تحذر أو تنقل مثل هذه الأرقام المخيفة وأن الحذر واجب غير أن ما يزيل هذه المخاوف هو وجود مثل هذه المشاريع التي قللت من تخوف الناس.
وفي حي قويزة، أكد المواطن علي الغامدي أن الخوف من هطول الأمطار والتحذيرات المتضاربة بين المواقع العالمية والمحلية لا يزال يشعر السكان بشيء من الخوف جراء ما أصابهم من هلع وغرق في كارثة سيول جدة، إلا أن نسبة الخوف هذه - بحسب الغامدي- تكاد لا تذكر هذا العام، وذلك لما تتم مشاهدته من عمل جبار في درء مخاطر الأمطار والسيول، وإنشاء ستة سدود شرق جدة، وفتح وتوسيع مجاري عدد من القنوات كانت في وقت سابق تشكل خطورة على السكان المجاورين لها جراء جريان كميات كبيرة من السيول بها في أوقات سابقة وهي غير مؤهلة بالشكل الذي تشهده الآن من توسع خاصة في عرضها، فقد تم إعادة هذه القنوات لسابق عهدها كمجار طبيعية للأودية، وتحرير المباني وإبعادها عن جنبات الأودية بمسافات تؤمن حمايتها.
وفي حي غليل، أكد المواطن ناصر الغانمي أن مسألة التخوف من هطول الأمطار لم تعد تصيب المواطنين بالهلع، كما كان في السابق، مشيرا إلى مشروع توسيع قناة مجرى السيل بحي غليل، وأنه مشروع يبعث الطمأنينة على حد قوله حيث تم توسيع المجرى بشكل كبير طولا وعرضا، وهو ما سيعمل على عدم تعرض الحي للغرق، كما حصل في الفاجعة السابقة حيث تم إزالة كافة العوائق المعترضة لمجرى السيل. وأضاف الغانمي أنه يتابع كافة المواقع الخاصة برصد الأمطار وتوقعاتها غير أن متابعته لهيئة الأرصاد وحماية البيئة بشكل أساسي هي ما يبعث الطمأنينة كونها الجهة المختصة، وأن مشاريع الأمطار ومياه السيول التي شهدتها مدينة جدة والتي لم يسبق أن شاهد مثلها كفيلة إلى حد كبير بالتقليل من المخاوف التي كانت تنتاب المواطنين قبل إنشاء هذه المشاريع.
وفي حي النسيم، أكد المواطن نامي حميد الشريف أن الحي بشكل خاص ومدينة جدة بشكل عام شهدت مشاريع تصريف لمياه السيول والأمطار لم تشهدها مدينة جدة منذ زمن بعيد، وأن أهالي الحي الذي يسكنه أصبحوا في مأمن من الخطر بعد الله في ظل هذه المشاريع وأن درجة التخوف من التحذيرات باتت غير محسوسة بشكل مخيف كما كان في السابق.