ما تزال أحياء دمشق الجنوبية وضواحيها تحت نار القصف والمعارك منذ أيام، فيما كشفت تقارير أميركية أن مقاتلي حزب الله يتدربون قرب مستودعات الأسلحة الكيماوية في سورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون عن استمرار القصف والاشتباكات على الأحياء الجنوبية في دمشق والمناطق القريبة منها في الريف. وأفاد سكان في دمشق أنهم لم يتمكنوا من النوم طيلة ليل أول من أمس؛ بسبب قوة الانفجارات التي كانت تتردد أصداؤها في العاصمة. وتمكن الثوار من إسقاط مروحية بريف دمشق.

وفي محافظة حلب جرت اشتباكات بين القوات النظامية والثوار في محيط مطار النيرب العسكري. كما شهدت بعض أحياء مدينة حلب معارك وقصفا في ساعات الصباح الأولى. وفي محافظة حمص أفاد المرصد عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن واشتباكات عنيفة عند أطرافها الشمالية مع مقاتلي المعارضة الذين يتحصنون فيها، مشيرا إلى خسائر في صفوف الطرفين. وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش الحر تمكن من صد محاولة تقدم القوات النظامية نحو الرستن المحاصرة.

وخرج معارضو الرئيس بشار الأسد بعد صلاة الجمعة أمس في مسيرات وتجمعات في عدد من المناطق السورية تلبية لدعوة الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. ودعا هؤلاء إلى التظاهر "دعما للائتلاف الوطني".

إلى ذلك قال مسؤولون أميركيون بارزون: إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أبلغت إدارة الرئيس باراك أوباما أن أي جهد عسكري للسيطرة على مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية سيتطلب أكثر من 75 ألف جندي، وذلك وسط قلق متزايد إزاء قيام حزب الله اللبناني بإنشاء معسكرات تدريب بالقرب من بعض مستودعات تخزين هذه الأسلحة السورية. وقال مسؤول أميركي، جرى اطلاعه على تقارير استخباراتية إن مقاتلي حزب الله يتدربون في "عدد محدود من هذه المواقع"، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". وأضاف: "إمكانية سقوط هذه الأسلحة في أيدي خاطئة هو مبعث قلقنا الشديد"، خاصة في ظل تواصل الأزمة السورية. وقال مسؤولون: إن قرار حزب الله بتدريب مقاتليه بالقرب من مواقع رئيسة للأسلحة الكيماوية، قد يرجع إلى حسابات مفادها أنه لن يتم قصف المعسكرات، إذا اعتقد الغرب أن هناك خطورة في ضرب منشآت تحوي مخزون الاسلحة الكيماوية السورية.