"من لم يمت سريعاً بقذائف الجيش الأسدي يموت بطيئاً بالجوع والبرد والمرض".. هذا واقع حال آلاف الأسر السورية التي لم تغادر سورية، بحسب الناشط خالد الحمود. وعبر برنامج "الفايبر" تحدث من الداخل السوري الناشط الحمود لـ"الوطن" موضحا أن المواطنين يعيشون أزمة كبيرة مع دخول الشتاء. وقال "هناك آلاف العائلات النازحة بعضهم يعيش في حظائر أغنام والبرد يهدد حياة الأطفال والنساء والشيوخ" قائلا إن أغصان الشجرباتت الوسيلة الوحيدة للتدفئة.

وأكد الحمود، الذي يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، أن السوريين في الداخل كانوا يتعاونون فيما بينهم إلا أن المأساة الآن شملت الجميع. وقال "أصبح الذي كان يدعم الناس بحاجة الآن للمساعدة"، مشيراً إلى أن الجوع دفع الناس إلى أكل كل ما يقع بين أيديهم، حتى وصل الأمر بأكل الفواكه النيئة التي أدت لتسمم الأطفال.

وحول الدعم المقدم من الخارج أكد الحمود أن السوريين في الداخل لا تصلهم أية مساعدات إغاثية. وقال "تصلنا مساعدات فردية وقليلة من فاعلي خير من الكويت إلا أنها لا تفعل شيئاً أمام الأعداد الكبيرة من المحتاجين"، مؤكداً أن ذلك الدعم أصبح قليلاً جداً في الفترة الأخيرة. وذكر أنهم تلقوا خلال عيد الأضحى ثمن أضاحي لتوزيعها نيابة عن أصحابها في السعودية والكويت.

وكشف الحمود عن الطائفية التي يمارسها النظام حتى على مستوى الجانب الإنساني، قائلا إن الحكومة "توزع بعض المساعدات والأغذية حصراً على العائلات العلوية". ونوه بالدور الذي يقوم به الجيش الحر في حماية الأعمال الإغاثية. وقال "تعرضنا لعدة كمائن أثناء توزيع المواد الإغاثية إلا أننا نجحنا بإيصالها للعائلات المحاصرة والنازحة في مناطق حمص وريف دمشق". وقال "توزيع المساعدات على الأسر النازحة تعتبر جريمة كبيرة بالنسبة لنظام بشار الأسد". وحول الأعمال التي يقومون بها، أوضح الحمود أن أعمالهم تتنوع بحسب كمية الدعم الذي يصلهم، وأنهم يركزون خلال هذه الفترة على تأمين العائلات بالكساء والغذاء ووسائل التدفئة، مشيراً إلى أن الأعمال الإغاثية حالياً عبارة عن جهود فردية لا تلبي حاجات الأعداد الكبيرة من النازحين والمحتاجين".