ما كان الفلسطينيون يتخيلون أن تقوم مصر بإرسال رئيس وزرائها إلى قطاع غزة تضامناً مع أهلها عقب العدوان الإسرائيلي، ولكن هذا ما تم أمس في عهد الرئيس محمد مرسي. يقول السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان لـ "الوطن" إن الرد المصري الحالي يختلف جذرياً عما كان عليه الوضع في السابق. وأضاف "التصرف الذي أتت به مصر بعد الثورة يختلف عن تصرفها إبان حرب 2008، فمنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي بادرت القاهرة باستدعاء سفيرها ودعت مجلس الجامعة العربية للاجتماع، وطالبت مجلس الأمن الدولي بإدانة هذا العدوان. كما أرسل الرئيس محمد مرسي رئيس وزرائه على رأس وفد وزاري إلى غزة، وهذه كلها خطوات غير مسبوقة ولم تكن متوقعة في ظل النظام السابق". وأضاف "بالتالي فإن الحكم من منظور السياسة والتصرفات وبطبيعة الحال فهي مختلفة الآن جذرياً".

وأشار عثمان إلى أن بلاده اتخذت مجموعة من الإجراءات السياسية والدبلوماسية للرد على تصرفات تل أبيب، وقال "هذه الإجراءات والخطوات تعتبر رسالة مصرية بضرورة التوقف عن هذا العدوان، وكذلك فإن تصريحات الرئيس مرسي كانت واضحة تماماً في هذا الصدد، وأكدت أن استمرار التصعيد ستكون له عواقب وتداعيات على الوضع الإقليمي أيضاً. وإجمالاً يمكن القول إن مصر لن تسمح باستمرار العدوان، وتُحمِّل الطرف الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التداعيات سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي". ومضى بالقول "تل أبيب أخلَّت باتفاق التهدئة التي تم التوصل إليها، وما نتحدث عنه في الوقت الحالي هو وقف العدوان الإسرائيلي وليس الحديث عن جهود للتهدئة".

وكان رئيس الوزراء هشام قنديل قد أكد أن بلاده لن تتوانى في بذل جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتحقيق التهدئة واستمرارها، وقال "المأساة التي شاهدتها في غزة لا يمكن السكوت عليها، وعلى العالم أجمع أن يتحمَّل مسؤوليته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع". وأضاف خلال تفقده الجرحى الفلسطينيين في مستشفى الشفاء الطبي في غزة "هدف الزيارة ليس مجرد إظهار التضامن، وإنما التأكيد على أن مصر الثورة لن تتوانى عن تكثيف جهودها لتحقيق الهدنة واستمرارها حتى تحقيق السلام الشامل حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف "فلسطين هي قلب الأمة العربية والإسلامية النابض، ولن تصلح الأمة إذا مرض قلبها. ونحن جميعاً نقف وراء شعبها المناضل البطل الذي يقدم الشهداء كل يوم، ويكفي أن فلسطين هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تحت الاحتلال والحصار."