في الآونة الأخيرة تكاثفت جهود الأندية الأدبية بشكل ملحوظ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي منها من أقام مسابقات أدبية على تويتر، ومنها من كثف دوراته التدريبية في جميع المجالات الأدبية والفنية، والبعض الآخر تعاقد مع دور عربية تضمن نشر مؤلفاتها بشكل أوسع في الوطن العربي بدلا من أن تبقى حبيسة رفوف أنديتها.
أتى هذا التغيير البطيء بعد أن زحفت رمال التطور نحو المثقفين والفنانين والكتاب وأصبح لهم كلمة مسموعة بعد أعوام من الانتظار المضني لتفتح الأندية الأدبية أبوابها لهؤلاء الموهوبين المغلوبين على أمرهم فمنهم من رحبت بهم، ومنهم من أغلقت أبوابها وحتى نوافذها وكأنها على إعجاب بالركود الثقافي الذي يمر به ناديهم الكسلي وليس الأدبي، فكم من شخص لامسنا الإبداع والموهبة من خلجات قلمه، أو تمايل ريشته فنشهد لهم بمستقبل زاهر، إلا أنها تمر السنون ولا نلمس لهم أي مؤلفات تضم كتاباتهم ولا حتى معارض تشمل لوحاتهم.
فيؤدي عدم الاحتضان المبكر لهذه الموهبة إلى لجوئها إلى طرق أكثر وعورة كي تثبت موهبتها وإبداعها ككاتب أو فنان تشكيلي.
كل هذا بسبب تجاهل هذه الأندية وعدم مصداقيتها في احتضان المواهب رغم أن ذلك من واجبها وصلاحيتها كمؤسسة حكومية تصرف لها ميزانية خاصة من الدولة لدعم الموهوبين.
المشكلة أننا لا نرى منها سوى استيقاظ سنوي للاحتفال بمهرجان أو مناسبة وطنية فتعلن الإدارة حالة استنفار لجميع المسؤولين لتكون النتيجة في الأخير عملا متواضعا لا يرتقي للمستوى المتوقع من الجمهور أو المتابعين أما بقية العام فتكون في سبات عميق.
لستُ بتشاؤمية اتجاه هذه الأندية ولن أعمم نظرتي على الجميع، بل على العكس أنني أرى أن الهدوء يسبق العاصفة.
لكن لا نريد الكسل أو المماطلة ولا حتى الاستيقاظ المتأخر، نريد التغيير الجذري الذي يصل لحد المنافسة بين هذه الأندية كي ترتقي بشبابنا وشاباتنا الموهوبات نحو الأفضل!