لم يجد سعادة (عضو المجلس الاقتصادي الأعلى)، رئيس الغرفة التجارية بالدمام، ورجل الأعمال ذائع الصيت، من وظيفة لشبابنا على البوابة المحتقنة للبطالة سوى أن يقترح (رفع رواتب عمال النظافة لأن من شأن ذلك أن يعطي حافزاً للشباب السعودي للعمل في هذا القطاع). وأنا هنا بريء من أن يقول أحد، وعلى رأسهم سعادة (عضو المجلس الاقتصادي الأعلى) إنني ضد مهنة شريفة أو في سبيل احتقار عمل أو طائفة. أنا ضد أن يلبس أصحاب البروج النجومية نظارة شمسية معتمة في منتصف المساء الداكن وضد مقترحات (المكاتب المكيفة) التي لم تجد لشبابنا بين سبعة ملايين وظيفة استقدام إلا أن نرسل أولادنا عمالاً للنظافة، أو بناتنا خادمات في المنازل والقصور. أنا ضد من يتهمنا بالتعالي والفوقية أو قصر النظر كلما تصدينا لمقترحات خاوية وكأن البلد في حالة اكتفاء لم يتبق من منافذه إلا حاوية نظافة في الشارع أو غسالة ملابس وأدراج مطبخ في منزل. بودي أن يفرد لنا كل عضو رسمي في مجالس كل الغرف السعودية قوائم الوظائف التي تعج بها مؤسساتهم وشركاتهم القابضة أو المحدودة. وبودي لو أن سعادة عضو المجلس الاقتصادي الأعلى يفسر لنا، مثل غيره بالآلاف وبالطبع، قصة آلاف الوظائف المسكونة في مصانعهم بآلاف التأشيرات المستقدمة. أما أن يتباهى سعادة (عضو المجلس الاقتصادي الأعلى) بأن نسبة السعودة لديه تناهز 20% ثم يقول إنها ضعف المعدل المطلوب رسمياً من وزارة العمل فإن لنا معه أن نقلب الضفة الأخرى من المعادلة: فيم يعمل الـ(80%) الآخرون من وجوه التأشيرة المختلفة؟ وهل يعجز شبابنا بالآلاف، ومن شتى الشهادات والتخصصات، أن يزاحموا على ملء هذا الفراغ الهائل من هذه النسبة؟ وكل ما أخشاه أن يطرح صاحب السعادة مقترحه – الأنيق – على المجلس الاقتصادي الأعلى بصفته سعادة العضو. كل ما أخشاه على مجالسنا العليا ليس إلا أصحاب السعادة على كل طاولة مجلس رسمية وأن البلد لم يبق فيه لأهله سوى عامل نظافة أو خادمة منزلية.