تحولت قضية مدير الـ"سي أي إيه" المستقيل ديفيد بيتريوس إلى قضية شائكة، بعد أن ربطها جمهوريون في الكونجرس بما وصفوه بأنه محاولة لربط استقالة الجنرال بما يقولون إنه سعي إدارة الرئيس باراك أوباما لتضليل الأميركيين حول حقيقة ما حدث في واقعة اقتحام القنصلية الأميركية في بنغازي، وقتل أربعة أميركيين من بينهم السفير.

وتأسست الاتهامات الجمهورية على أن استقالة بيتريوس ستعني أنه لن يشهد أمام الكونجرس، وتحت القسم على تسلسل الوقائع الذي يبرهن على مسؤولية أوباما. بيد أن الجنرال أعلن أول من أمس أنه سيشهد أمام الكونجرس اليوم.

وهكذا فإن بيتريوس يبدو في سياق إجهاض محاولة مكثفة من الجمهوريين لاتهام البيت الأبيض بالمسؤولية عن بنغازي على الرغم من تقديمه استقالته. إلا أن ذلك لم يمنع الكونجرس على أي حال من مواصلة الهجوم على الإدارة عبر إعلان رفض الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ للموافقة على ترشح سوزان رايس لموقع وزيرة الخارجية، وذلك بعد اتهامها بأنها سعت إلى تضليل الأميركيين بوصف الهجوم على بنغازي أنه عمل تلقائي لم يكن مدبرا عن عمد.

واستدعى رفض أعضاء الكونجرس الجمهوريين، وفي مقدمتهم سيناتور جون ماكين وسيناتور ليندسي جرام تدخل الرئيس الذي دافع بحرارة عن رايس وقال: إن الاتهامات التي توجه إليها بتضليل الأميركيين "تدعو للاشمئزاز". ومن حق الجمهوريين السعي لحجب تصويت مجلس الشيوخ لتأكيد تعيين رايس وزيرة للخارجية، إلا أن البيت الأبيض يبدو واثقا من أنه سيجمع أصواتا كافية في المجلس لتمرير القرار. وكان أعضاء الكونجرس الجمهوريون يعبرون ضمنا عن حالة الامتعاض لدى الجمهوريين من إبعاد زميلهم الديموقراطي جون كيري عن المنصب، ووضعه في وزارة الدفاع بدلا من الخارجية، التي يرون أنه الأحق بها. إلا أن رايس انتصرت في المعركة الصغيرة التي خيضت في البيت الأبيض مؤخرا ضد محاولات وضعها على رأس مجلس الأمن القومي بدلا من الخارجية.

وليس من المستبعد أن تتناول جلسات الاستماع الظروف المحيطة باستقالة بيتريوس، والذي كانت عشيقته السابقة وكاتبة سيرته الذاتية بولا برودويل، تملك وثائق سرية بحسب وسائل إعلام أميركية.

ويقول مسؤولو دفاع وشخصيات مقربة من بيتريوس: إنه لا تربطه لا هو ولا قائد القوات الأميركية في أفغانستان جون الين، علاقة غرامية بجيل كيلي وهي زوجة وأم تبلغ من العمر 37 عاما وتوصف بأن لها حضورا بارزا في الأوساط العسكرية في تامبا بولاية فلوريدا.