القانون الفيزيائي "لكل فعل ردة فعل" قد ينتج لنا حلولا.. لكن عيبها أنها حلول مبنية على رد فعل.. أحيانا قد تغلب عليها العاطفة.. المطلوب آلية واضحة.. حركة ليس لها علاقة بالمؤثرات.. أن نتخيل المشكلة ونتحرك قبل وقوعها.. أن نعمل على درء وقوعها..
انتهى الأسبوع المنصرم بقيام الدفاع المدني بإغلاق أربع مدن ترفيهية في الرياض.. وحسبما نشرت صحف محلية، فإن القرار جاء لمخالفتها اشتراطات ووسائل السلامة المطلوبة!
هذا القرار، أو قل: هذه الحركة حركة فيزيائية بحتة؛ ناتجة عن سقوط لعبة في أحد المجمعات التجارية في العاصمة قبل فترة، خلفت وراءها 12 طفلا مصابا.. بل إن ردة الفعل كادت أن تتجاوز الفعل.. وكادت العربة تتجاوز الحصان!
أن نتحرك لعلاج مشكلة بعد وقوعها أمر جيد من حيث المبدأ.. لكن الأفضل أن تلك الإجراءات تمت قبل سقوط الأطفال.. لا أعلم هل سيكتفي الدفاع المدني بهذا العدد من الأطفال المصابين لتشمل إجراءاته جميع مناطق البلاد، أم سيعزز تشاؤمنا، ويشترط وقوع ضحايا جدد في كل منطقة بشكل منفصل؟!
لدينا أنظمة وقوانين مهمة.. كانت خلاصة لتجارب وأبحاث ودراسات طويلة كثيرة.. ولو تم تطبيق نصف هذه القوانين لتخلصنا من كثير من مشاكلنا.. للأسف كثير منها جامد على الرف.. ننتظر إيجاد مبرر يقنعنا.. مبرر يغير قناعاتنا ويحركنا فنتحرك ونحركها.. تنتظر حدوث كارثة كي يتم تطبيقها.. تستطيع تشبيهها ـ إن جاز الوصف ـ بالشكوى من تقاطع خطر.. لا أحد يتحرك.. حتى تستيقظ المدينة على حادث شنيع فيتم إغلاقه قبل أن تدفن الجثث!