بدأت أطقم خاصة أمس أعمال النبش في قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات بمدينة رام الله؛ توطئة لأخذ عينات من الجثمان يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري؛ لغرض التحقيق في ظروف وفاته. وقال مسؤول فلسطيني لـ "الوطن" "العملية ستستغرق بعض الوقت، نظرا لوجود نحو 3 أمتار من الباطون التي تغطي الضريح، وبالتالي فإن العملية يجب أن تتم بحرفية ومهنية وبطء من أجل عدم التأثير على الضريح نفسه". وأضاف "بحلول يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري ستكون عملية الحفر قد انتهت، وسيصل فريق المحققين الفرنسيين الذين يحققون في ظروف الوفاة بناء على الشكوى التي تقدمت بها أرملة الرئيس الراحل. كما يصل فريق من الخبراء السويسريين، الذين وجدوا مادة البولونيوم المشع في بعض ملابس عرفات. والعملية بأكملها ستتم بعيدا عن وسائل الإعلام".
من جهة أخرى، أكد مصدر مصري لـ "الوطن" "وجود مؤشرات مقلقة" بشأن إمكانية تصعيد إسرائيلي واسع ضد قطاع غزة وقال: "هذه المؤشرات دفعتنا لتكثيف جهودنا من أجل منع هذا السيناريو، وهناك أطراف دولية أخرى تشارك أيضا في هذا الجهد ومنها المبعوث الخاص للأمم المتحدة روبرت سيري". وعن فرص مجازفة إسرائيل بعلاقتها مع مصر في حال تنفيذها لعملية واسعة في غزة قال المصدر: "ليس بالضرورة أن تكون العملية برية على غرار الحرب السابقة، ولكن لدى الجانب الإسرائيلي بنك أهداف، وقد يلجأ إليه من قبيل قصف مقرات واغتيال قيادات". وذكر أن الاجتماع الذي عقدته فصائل فلسطينية في غزة، وأعلنت في ختامه عن استعدادها للتهدئة جاء في إطار الجهود المبذولة لنزع الذرائع من إسرائيل لعدم القيام بالتصعيد. وأضاف "نريد الوصول إلى مرحلة استقرار مستمر، وما زالت الجهود متواصلة".
وفي ذروة التصعيد العسكري تواصل أيضا التصعيد الإعلامي الإسرائيلي، حيث قال وزير الدفاع أيهود باراك: "جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة ومحيطه لم تنته بعد، وإسرائيل ستتخذ قرارا بشأن طريقة وتوقيت العمل من أجل استعادة قدرتها على الردع". وأضاف أمس بعد جلسة تقييم أمني في مقر للجيش بالقرب من حدود غزة "حماس تتحمل المسؤولية عن الاعتداءات الصاروخية رغم أنها تلقت ضربات مؤلمة خلال الأيام الأخيرة".
من جهته قال السياسي الإسرائيلي من حزب (العمل) نحمان شاي: "بعد القيام بعملية عسكرية لوقف إطلاق القذائف الصاروخية، ستكون هناك حاجة لتنظيم العلاقات مع قطاع غزة، والتوصل إلى نوع من الحل السياسي، ويمكن تحقيق ذلك بواسطة مصر أو منظمات دولية، وقد يصبح ذلك ممكنا في المستقبل من خلال إجراء حوار مباشر مع الحركة أيضا".
بدوره لم يعارض رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين، إطلاق عملية سياسية إزاء غزة، لكنه نوه إلى أن رفض حماس الاعتراف بإسرائيل يتنافى مع منطق التفاوض معها. وأشار إلى أن تغير الحكم في مصر قد يدفع إسرائيل للتفكير قبل أن تقدم على عملية عسكرية واسعة ضد غزة. وأضاف: "يجب مراعاة الموقف المصري المعارض بشدة لأي عملية إسرائيلية". واستدرك بالتأكيد على استحالة إبقاء سكان الجنوب "أسرى الملاجئ".