يتطلع الائتلاف السوري المعارض الجديد للحصول على الاعتراف والدعم المالي وحتى الأسلحة من المجتمع الدولي، إلا أنه يتعين عليه أن يثبت قدرته على السيطرة على الأرض لتسريع إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مدير معهد بروكينجز في الدوحة سلمان شيخ إن "وحدة المعارضة تشكل بكل تأكيد خطوة مهمة. وإذا أثبتت مصداقيتها فستقصر بالطبع من عمر النظام".

ويتوجه أحمد معاذ الخطيب الرئيس المنتخب لـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي باتت تنضوي تحت لوائه غالبية أطياف المعارضة السورية، إلى الجامعة العربية في إطار تحرك قالت قطر إنه "خطوة أولى" نحو الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للسوريين.

ورحبت الولايات المتحدة باتفاق توحيد المعارضة بعد أن انتقدت بشدة تشرذمها وعجز المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض الرئيسي، عن تمثيل سائر أطياف المعارضة.

كما رحبت ألمانيا وفرنسا بالائتلاف، وتعهدت باريس بالعمل على الحصول على اعتراف دولي بهذا الكيان "كممثل شرعي لطموحات الشعب السوري"، فيما قالت بريطانيا إنها ترى في الائتلاف جسما قادرا على إدارة المرحلة الانتقالية.

وقال الخطيب إن المعارضة بتوحدها قامت "بخطوة إلى الأمام وبات يتعين الآن على المجتمع الدولي أن يفي بتعهداته".

من جهته، توقع نائب رئيس الائتلاف رياض سيف، الذي قاد مبادرة توحيد المعارضة، "تحرير شمال سورية في الأسابيع القليلة المقبلة". كما قال رئيس المكتب المالي للمجلس الوطني سمير نشار "منذ منتصف مارس الماضي لم نتحصل إلا على 40 مليون دولار بعد أن وعدونا في البداية بـ 150 مليون دولار شهريا".

وأضاف "في منتصف مارس وصلنا خمسة ملايين دولار من الإمارات، ثم 15 مليون دولار على ثلاث دفعات من قطر، وأخيرا 20 مليونا و400 ألف دولار من ليبيا بتاريخ 23 أغسطس الماضي". ولكن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية قال "وحتى ولو لم تحصل المعارضة على الأسلحة بشكل مباشر، بإمكانها شراء الأسلحة إذا حصلت على اعتراف دولي". وأضاف "عندما يحصلون على شرعية دولية يمكنهم إبرام العقود التي يريدونها للحصول على الأسلحة".

في المقابل، قالت روسيا أمس إن ائتلاف المعارضة الجديد عليه أن يسعى لإنهاء الأزمة السورية عن طريق التفاوض ورفض التدخل الخارجي. وكان رد فعل وزارة الخارجية الروسية فاترا إزاء تشكيل الائتلاف، ونقل بيانها عن وسائل إعلام قولها إن أعضاء الائتلاف الجديد اتفقوا على عدم إجراء محادثات مع حكومة الأسد. وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية "الفيصل الرئيسي (لروسيا) ما زال استعداد مثل هذه الائتلافات للعمل على أساس خطة حل سلمي للصراع من جانب السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي عن طريق الحوار والمفاوضات". وفي البيان قال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية إن موسكو ستستمر في الاتصال بالحكومة السورية و"كل أطياف قوى المعارضة" وتشجيعها على اتباع أسلوب بناء.