تصاعدت حدة التوتر على الحدود السورية الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي، فيما شن الطيران السوري غارات على مختلف المحافظات، لفك الحصار عن المدن التي يسيطر عليها الثوار، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وجه الجيش الإسرائيلي أمس "ضربة مباشرة" إلى مصدر قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك، وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، غداة إطلاقه "أعيرة تحذيرية" على قذيفة مماثلة في أول قصف من نوعه منذ 1973. وقال الجيش "سقطت قذيفة هاون في أرض خلاء بالقرب من قاعدة للجيش في وسط هضبة الجولان، دون أن تسفر عن أضرار أو إصابات"، مضيفا أنه "ردا على ذلك، أطلق الجنود قذائف من الدبابات باتجاه مصدر النيران، مؤكدين تحقيق إصابات مباشرة". وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية فإن "مدفعية سورية متنقلة أصيبت بشكل مباشر" بالرد الإسرائيلي، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وجاء التراشق العسكري رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس كلا من إسرائيل وسورية لتخفيف التوتر بينهما في هضبة الجولان، خشية امتداد النزاع. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي إن "كي مون قلق جدا من إمكانية تصعيد النزاع. ويدعو إلى أقصى درجات ضبط النفس".
ميدانيا، استأنف الطيران السوري غاراته على معاقل للمقاتلين المعارضين بمناطق مختلفة من البلاد، في وقت تشهد فيه دمشق مواجهات مسلحة بين القوات النظامية ومعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد: قتل12 شخصا بينهم سبعة مقاتلين، بقصف من طائرة حربية في مدينة رأس العين على الحدود السورية التركية. وفي شمال غرب البلاد، نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان.
وشملت الغارات مناطق أخرى في ريف إدلب. وأفاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة" في محيط معرة النعمان في بلدة حارم التي يسيطر المعارضون على بعض الأحياء فيها، والقوات النظامية على أخرى.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن تعرض منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق أمس لقصف بالطائرات الحربية التابعة للقوات النظامية. وتواترت أنباء عن سقوط مروحية نظامية.
وتعرضت مناطق في ريف دمشق لغارات من طائرات حربية وقصف مدفعي، بحسب المرصد السوري. وقتل سبعة أشخاص بسقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، حيث دارت اشتباكات عنيفة في حي التضامن المجاور للمخيم بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. وذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت بعض المناطق في الحي الذي استقدمت تعزيزات إليه تتضمن جنودا ودبابات. وفي محافظة حمص، أفاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 13 عنصرا من قوات الأمن والجيش أمس "إثر كمين نصبه لهم مقاتلون من كتائب مقاتلة قرب بلدة حسياء جنوب مدينة حمص".