قبل ثلاث سنوات وجهت انتقادا للإعلام الرياضي المحلي على اهتمامه المبالغ فيه باللاعب محمد نور.. كانت الصحف - وقلت ذلك حينها - تطارده، وتطارد أخباره، وتنشر صوره متنوعة بكافة المقاييس ومن جميع الزوايا.. صورته بالعصا، صورته دون عصا.. وصورته في سيارته ـ أحيانا صورة سيارته ـ وصورته داخل النادي، وصورته وهو يخرج من النادي.. صورة جيرانه.. صورة الحارة التي يلعب بها.."! كان انتقادي ذاك متزامنا مع الإخفاقات التي كان يتحفنا بها اللاعب محمد نور مع بقية لاعبي المنتخب..

اليوم، من باب الإنصاف، أعود مجددا لأوجه انتقادي لذات الإعلام الرياضي، على عدم اهتمامه مع أحد أجمل الأخبار الرياضية هذه السنة وهو قيام اللاعب نفسه بإنشاء جمعية خيرية تحمل اسمه "جمعية محمد نور الخيرية"..

قرأت أن هذا اللاعب ينوي إنشاء جمعية خيرية في مكة المكرمة، تقدم الأغذية والأدوية للفقراء إضافة لاحتياجات طلاب وطالبات الأسر الفقيرة.. مثل هذه الخطوة الإنسانية يفترض أن تجد حفاوة كبيرة من الإعلام الرياضي عوضا عن ملاحقة توافه الأخبار التي تؤجج الشارع الرياضي وتزرع الفتنة والبغضاء بين الجماهير..

سبق أن انتقدت "محمد نور" بقسوة، لكنني اليوم أعود - وبموضوعية تامة - لأقول له شكرا جزيلا.. شكرا بحجم جمهور "الاتحاد" الكبير!

شكرا لأنه دفع زكاة نجوميته.. زكاة الشهرة التي حظي بها.. أعتقد أن الزكاة ليست حصرا على المال والذهب والعقارات.. وهذا ما أدركه نور قبل الكثيرين..

شكرا للمواطن "محمد نور" لأنه جسد على أرض الواقع، قاعدة نبوية مهمة، تقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".