أكد الناطق الإعلامي باسم المديرية العامة للسجون العقيد أيوب بن نحيت، أن برامج التعليم في السجون ساهمت بشكل كبير في تعديل سلوك ووعي النزلاء، من خلال زيادة المعلومات والمعرفة لديهم، موضحا أنها أحد البرامج الإصلاحية الموجهة لهم. واعتبر أن نشر العلم ضرورة ملحة لتنمية وتطوير القدرات العقلية والفكرية للنزلاء، وتقويم السلوك المنحرف الذي أدى إلى دخولهم السجن.
وقال ابن نحيت لـ"الوطن" إن الجريمة نتيجة سلوك منحرف، وما يشكله الجهل من سبب للوقوع فيها، لذلك فقد أولت المديرية العامة للسجون التعليم اهتماماً كبيراً، وأقامت المدارس في جميع سجونها، وشجعت النزلاء على مواصلة تعليمهم عبر منح الملتحقين منهم بالبرامج التعليمية وبرامج التدريب المهني فرصة تخفيض مدة العقوبة، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بحكم الإختصاص.
وأشار إلى أن المديرية لا تألو جهدا في إصلاح النزلاء الحاصلين على شهادة الثانوية العامة، أو الذين كانوا ملتحقين بالجامعة، وذلك بمنحهم الفرصة لمواصلة تعليمهم الجامعي، حيث تم التنسيق مع بعض الجامعات التي تطبق برنامج التعليم عن بعد، أو تلك التي تطبق برنامجاً للتعليم عبر برنامج الانتساب لمنح النزلاء فرصة مواصلة تعليمهم الجامعي، حيث شجعت الدولة السجناء على ذلك بإعفائهم من دفع الرسوم الجامعية المطبقة على الآخرين الملتحقين بتلك البرامج بموجب الأمر السامي الكريم. وأضاف أن برامج التدريب المهني في السجون -أحد البرامج التعليمية والتأهيلية- التي تهدف إلى شغل وقت الفراغ لدى النزيل، وإكسابه مهنة تكون مصدر رزق له ولأفراد عائلته، نظراً للدور المؤثر لهذه البرامج في تعديل سلوك النزيل، وحتى تكون فاعلية البرامج التدريبية مؤثرة في العملية الإصلاحية ومتوافقة مع ما يحتاجه سوق العمل، موضحا أنه تم إسناد هذه البرامج إلى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
وإضافة لذلك، تم الإتفاق مع صندوق المئوية للمساهمة في إعادة تأهيل النزلاء والنزيلات ممن أمضوا فترة من مدة عقوبتهم، وتسهيل اندماجهم في المجتمع كعناصر فاعلة فيه، وذلك من خلال تقديم صندوق المئوية خدماته لمن تنطبق بحقه شروط الصندوق عبر دعم بعض المشاريع الخاصة بالنزلاء.
وبين العقيد أيوب أن برامج تشغيل النزلاء المطبقة في السجون تعد من البرامج التي يعول عليها في عملية إصلاح النزيل، حيث تبين لعلماء العقاب أن ترك النزلاء دون عمل يشغل وقتهم، يؤدي إلى السأم والشعور بالتفاهة، مما يؤدي إلى تفجير طاقاتهم في الإخلال بالنظام داخل السجون، لذلك يتم تدريب النزلاء على العديد من المهن مثل (ميكانيكا السيارات – سباكة – كهرباء – تبريد وتكييف – إلكترونيات)، ويراعى في هذه المهن أن تناسب ميول السجين وقدراته الذهنية والجسمية.