.. ونحن نهم بانتعال أحذيتنا أمام المسجد عقب صلاة الفجر والبرد يلفحنا، مازحت أحد أطفال جار يتنفس الأهلي ويعشقه، وكذا حال أبنائه، بأنه أتى للصلاة اليوم على غير العادة، فانصرف الطفل (البريء جدا) الذي تشبع بحب الأهلي من والده، عن التعليق على ما قلت وفاجأني بأنه دعا الله أن ينصر الأهلي بخماسية.. وهكذا استمر (معاذ) يذكرني بدعائه كلما قابلته فجرا، إلى أن تحققت أمنيته بداية الأسبوع الحالي عندما تفوق الأهلي على نجران بخماسية، فالتقاني بعدها وكله سرور و(غرور) وقال لي إن دعاءه لفريقه سيستمر.
(معاذ) مثال أقل من بسيط يتكرر كثيراً وبصفة يومية في البيت والحارة والمدرسة. ولا شك أن أمثاله وغيره، يؤثرون ويتأثرون متى حققت فرقهم الانتصارات التي ينشدونها.
ولسنا هنا لاتخاذ (معاذ) وسيلة ضغط على اللاعبين بأن يحققوا دائما ما يسعد أنصارهم، فهو ـ أي معاذ ـ وغيره يدركون أن كرة القدم فوز وهزيمة، لكننا نسوق ما قاله لنذكر كل متهاون متخاذل من اللاعبين، أن خلفهم من يتذكرهم حتى وهو ساجد بين يدي الله، فما يؤسف له أن غالبية اللاعبين الكبار لا يدركون حجم المواهب التي اختصوا بها عن غيرهم، فيما يدرك أطفال اليوم لاعبو الغد ذلك جيدا، وإلا فبماذا نفسر أفول لاعب عن الساحة دون مقدمات بعد أن كان ركيزة أساسية في فريقه والمنتخب؟ ألا يدل ذلك على عدم تقدير اللاعب لنجوميته ومصدر أكل عيشه؟ من خلال الإجابة على هذين السؤالين، تبدأ خطوة الألف ميل نحو عودة الكرة السعودية.