مرت ثلاثة أيام "بلاك" طعمها لم يكن حلواً كالتوت ال"بيري" على 800 ألف شخص أو يزيدون،كلهم كانوا في انتظار معرفة ما هو مصير هواتفهم السوداء الذكية التي يقضون معها ما لا يقل عن ثماني ساعات يومياً!! وفي أواخر اليوم الثالث، وتحديداً بعد الساعة العاشرة أعلنت وكالة الأنباء السعودية نقلا

عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن سقوط "البلاك بيري" بطريقة مهينة ومذلة. لم يكن هناك مهلة لأحد كي يعلم ما حدث، ولن تكون هناك مهلة لنعرف ما يحدث، لأن الإيقاف

فوري ومن يوم الجمعة، وكأن الشركة الكندية التي تصنع الجهاز ارتكبت جريمة بحق الهيئة وبحق الشعب السعودي.لقد سبق هذا الإعلان "هرجومرج" من قبل كل وسائل الإعلام، وفي الوقت الذي قالت الهيئة فيه لوكالات الأنباء العالمية إنها ستوقف الخدمة، قالت شركات الاتصالات في المملكة إنها لا تعلم شيئاً. والدليل على ما حدث أن الاتصالات السعودية طرحت بالأمس أحدث أنواع هاتف بلاك " بيري وهو ال"بيرل 9105 وكأنها لا تعلم أن الخدمة سيتم إيقافها هذا الشهر. والشركة تعلم أن الناس ليسوا أغبياء حتى تخرج عليهم لتصريف بضاعتها من "هاتف جوال" وسط كل هذا "الهرج والمرج" الإعلامي حول مصير الخدمة. لقد أحرج هذا الجهاز الشركة الكندية المنتجة له مع كل الحكومات في العالم التي تريد حظره لمخاوف أمنية، ولقد أحرج هذا الجهاز "هيئة الاتصالات"

التي اختبأت لثلاثة أيام عن أعين الصحفيين قبل أن تخرج بطريقة جبانة وتعلن في غسق الدجى إيقافه. لقد تخبطت كل الصحف والوكالات ووسائل الإعلام في الأيام السابقة بينما الهيئة كانت تختبئ في جحرها.

لم تنتصر الهيئة لحق المواطن والمستهلك ولا لحق وسائل الإعلام المحلية في معرفة مصير الجهاز، وعوضاً عن إيضاح الحقيقة للناس جلست هذه الوسائل تتخبط يميناً وشمالاً بينما كانت وكالات الأنباء تنقل عن مصدر مجهول في الهيئة وكأن المملكة تعيش في فراغ

إعلامي لا يملؤه إلا مصدر "غير مسؤول" وصحفي لوكالة أنباء تنقل عنه. حتى قناة العربية التي كانت أول من بث الخبر كانت على مدى ثلاثة أيام تنقل معلومات متضاربة. لقد كان الكل في وسائل الإعلام ينتظر سقوط البلاك بيري، ليس

حرصاً على الناس ولكن انتصاراً للتسريبات التي يحصلون عليها. أنا حزين على جهازي الذي سأفقد قيمته إن صح الخبر، وحزين لأن القدر شاء أن أتعامل مع جهة جوفاء وجبانة مثل هيئة الاتصالات.