في ثلاث حملات خلال شهر واحد، ضبطت دوريات جوازات جدة 200 مخالف لنظام الإقامة والعمل من الجنسيات الأفريقية العاملة في غسيل السيارات بالشوارع والميادين العامة وأمام المجمعات التجارية، آخرها حملة قادها ميدانيا العقيد محمد الساعدي مدير شعبة الدوريات بمتابعة قائد دوريات الجوازات بالمنطقة العقيد عبدالكريم الروقي، وذلك الأربعاء الماضي، تضمنت 16 موقعا تم خلالها ضبط 82 مخالفا بواسطة 4 فرق ميدانية.
وفي جولة ميدانية لـ "الوطن" أمس على عدة مواقع لتجمعات الغسالين منها مجمع الشرق بشارع المكرونة وأمام مستشفى العيون بحي الصفا، رصدت عودة الغسالين المخالفين إلى نشاطهم مجددا، في المواقع التي شملتها حملة الجوازات الأخيرة.
وفي سؤال لأحد الغسالين أطلق على نفسه اسم محمد، عن وجوده في مجمع الشرق رغم ضبط الجوازات في 3 حملات خلال الشهر الحالي العديد من زملائه، قال: هي لقمة العيش مغمسة بالمصاعب. وأضاف: اعتدنا على ذلك فعندما تحضر الجوازات نهرب ونعود مجددا ويضبط منا الكثيرون بشكل متكرر.
وعن طريقة دخوله إلى المملكة، أوضح أنه جاء عن طريق التهريب من اليمن بعد جولة كبيرة قام بها للوصول إلى المملكة عبر عدة دول، مشيرا إلى أن بعض زملائه قدموا لأداء فريضة الحج والعمرة وتخلفوا بعد ذلك.
المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكة المكرمة المقدم محمد الحسين، أوضح أن حملات الجوازات متكررة ولن تتوقف حتى القضاء على ظاهرة العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل التي يشكل وجودها خطرا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا على المواطنين والمقيمين على حد سواء، محملا جزءاً من مسؤولية انتشار هذه العمالة المخالفة للمواطنين والمقيمين الذين يتعاملون معهم وينعشون تجارتهم وأعمالهم التي يمتهنونها.
وبين أن الحملات على غسالي السيارات المخالفين لنظام الإقامة بدأت قبل موسم الحج، وتمكنت دوريات الجوازات خلالها من رصد مواقع عديدة في شمال ووسط المحافظة لجأ لها أصحاب هذه المهنة أمام المراكز التجارية وبعض الشوارع العامة مشوهين بذلك المنظر العام للمحافظة، وبعد إعداد الخطط اللازمة المحكمة التي تساعد على عدم تمكنهم من الفرار والهرب إلى داخل الأحياء أو الشوارع العامة حفاظا على سلامتهم قبل كل شيء, ونجاح تلك الحملات دون إفلات أحد منهم.
وقال إنه تم تنفيذ الحملة الأخيرة ليلة الأربعاء الماضي بمشاركة 4 فرق ميدانية من دوريات الجوازات، وأسفرت عن القبض على 82 شخصا جميعهم من مخالفي نظام الإقامة الذين يمتهنون غسيل السيارات، وتمت إحالتهم إلى إدارة الوافدين بجدة تمهيدا لترحيلهم إلى بلادهم.
وفي سياق متصل، تشهد إدارة الوافدين بجوازات المدينة المنورة كثافة غير مسبوقة من المراجعين لإنهاء "معاملات " مخالفي نظام الإقامة واستكمال إجراءات سفرهم بعد انتهاء موسم الحج. وأدى الزحام الذي تشهده إدارة الوافدين إلى انتظار عشرات من مخالفي أنظمة الإقامة خاصة من الحجاج والمعتمرين أمام مبنى إدارة الوافدين التابع لمديرية الجوازات العامة بمنطقة المدينة المنورة في حي الفيصلية على مدى الأيام الماضية، ونتج عن هذا التكدس انتظار بعضهم على الرصيف المقابل لمبنى إدارة الوافدين.
من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بمديرية الجوازات العامة بمنطقة المدينة المنورة المقدم هشام الردادي لـ "الوطن" أن غالبية المراجعين المنتظرين أمام إدارة الوافدين من المعتمرين المتخلفين الذين راجعوا إدارة الوافدين من تلقاء أنفسهم لإنهاء إجراءات سفرهم والتي تشمل التحقيق في أسباب تخلفهم ومن ثم تبصيمهم وتزويدهم ببيان سفر، مؤكداً أن إجراءاتهم تتم كالمعتاد مستدركاً بقوله "لكن يحصل أن يقوم بعض من أنهيت إجراءاته بانتظار مرافقيه خارج الإدارة وهذا هو سبب التجمع".