بدأت دورة التكهنات في العمل بلا توقف في واشنطن حول الأمور الأساسية التي تتصل بالإدارة الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما. وتأكد تقاعد هيلاري كلينتون وخروجها من وزارة الخارجية، ربما انتظارا للانتخابات الرئاسية المقبلة. ويتوقع أن يحل السيناتور جون كيري محلها، على أن تبقى سوزان رايس سفيرة بالأمم المتحدة أو تنتقل لموقع مستشارة الأمن القومي.

لكن هذا المسلسل لا يبدو منطقيا. فخروج كيري من مجلس الشيوخ سيحرم الإدارة من صوت مؤثر في المجلس. فضلا عن ذلك فإن رايس تطمح أن تشغل مقعد كلينتون الذي وعدها به الرئيس في مطلع فترته الأولى ثم طلب منها الانتظار قليلا بعد ذلك. وهناك عناصر أخرى لا ترجح اختيار رايس منها مثلا أن كثيرين بالسلك الدبلوماسي لا يعتبرونها من "عيار لائق" بالخارجية. فضلا عن ذلك فإن اختيارها يرغمها على مواجهة عملية استجواب طويلة بالكونجرس لاعتماد التعيين. كما أن الدوائر الدبلوماسية بالدول الأخرى لاسيما في روسيا والصين لا يعتبران رايس مدعاة للثقة إذ إنهم يتهمونها بأنها خدعتهم في مفاوضات استصدار قرار من الأمم المتحدة بالتدخل في ليبيا حين أكدت لهم أن موافقة البلدين على القرار لن تعني بأي حال التدخل العسكري هناك من قبل حلف الأطلسي. وفي المقابل فإن رايس تتمتع بعناصر تحسب لها. فهي مقربة جدا من الرئيس وزوجته.

وفي حالة انتقال رايس لمجلس الأمن القومي فإن توماس دونيلون المستشار الحالي سيغادر منصبه. لذا فإن دونيلون يبذل جهودا كبيرة للحصول على مقعد وزير الخارجية. ويقول من يعرفون ما يحدث أن دونيلون مقرب أيضا من رايس مما يعني أن هناك احتمالا لتوصلهما إلى تحالف يمنع كيري من الوصول للمنصب.

كما يتوقع أن يغيب عن تشكيلة الإدارة الجديدة وزير الدفاع ليون بانيتا ونظيره للخزانة تيم جايتنر، سواء خلال القسم الأكبر من الولاية الثانية أو عنها بالكامل.

والأوفر حظا حاليا لتولي منصب وزارة الدفاع هي ميشال فلورنوا، التي شغلت منصب نائبة لوزير الدفاع في مطلع الولاية الرئيسية الأولى لأوباما. وقد يميل أوباما إلى تعيينها لأنها ستكون في تلك الحالة أول امرأة تتولى المنصب في تاريخ الولايات المتحدة. والمرشح الآخر هو نائب وزير الدفاع آشتون كارتر. وقد تحصل تغييرات أخرى بالحكومة إذ ليس من المؤكد ما إذا كان وزير العدل أريك هولدر سيظل في منصبه.

ومن المتوقع أن يظل وزير التربية آرن دنكان في منصبه للإشراف على البرنامج الإصلاحي لأوباما في الكونجرس، والذي سيكون على الأرجح من النقاط البارزة في الولاية الثانية لأوباما.

ويتداول بعض المطلعين اسم جاكوب لو كبير موظفي البيت الأبيض والخبير في شؤون الموازنة، كخلف محتمل لجايتنر، بينما يتوقع آخرون أن يفضل أوباما مسؤولا له خلفية في الأعمال لتحسين صورته أمام عالم الشركات.

كما قد يجري أوباما بعض التعديلات بالبيت الأبيض خصوصا إذا انتقل لو إلى الخزانة. ومن المتوقع أن يرحل المستشار السياسي للرئيس ديفيد بلوف إضافة إلى معاونين آخرين بارزين. ولم يتضح بعد ما إذا كان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني سيظل في منصبه. وفي حال رحيله، فقد أثير اسم المتحدثة باسم حملة أوباما الرئاسية جين بساكي خلفا له.