اعتبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن "سوق عكاظ يمتلك ميزة نسبية فهو ليس حدثا ثقافياً فحسب، وإنما مشروع حضاري متكامل يراعي مختلف جوانب التنمية البشرية ثقافياً وعلمياً وفكرياً واقتصادياً واجتماعياً وتراثياً، لتقدم في المحصلة باقة من الخيارات المتنوعة للزائر". وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار هي شريك رئيس في إدارة وتنظيم سوق عكاظ، فهي تملك أرض السوق، ومسؤولة عن تطوير مرافقه عاماً بعد آخر، كما تهتم بتطوير الأعمال والأنشطة في جادة عكاظ بشكل خاص، وتنظيم سوق عكاظ بشكل عام، وقال: "إن المحافظة على العمق التاريخي للسياحة هو أحد المبادئ الأساسية للهيئة العامة للسياحة والآثار، ولذلك نظرت الهيئة إلى المناسبات ذات الرصيد التاريخي العريق كسوق عكاظ، باعتبارها مكتسباً وطنياً تجب المحافظة على عراقته وتاريخيته، بجانب أهمية تطويره وتأهيله".
وقاس تقرير (ماس) الأثر الاقتصادي لسوق عكاظ في نسخته السادسة الذي استضافته الطائف في سبتمبر 2012.
حيث كشفت إحصائية أعلنتها أمس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن ارتفاع زوار السوق بنسبة 44 % مقارنة بنسخته الخامسة (1432هـ). جاء في التقرير الذي تسلمه أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس التنمية السياحية رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، تحت عنوان "الإحصاءات السياحية لسوق عكاظ 2012م"، بيانات إحصائية مفصلة عن أعداد الزوار، كما تضمن بيانات إحصائية أخرى تشمل عدد الليالي التي قضاها الزوار في محافظة الطائف، واقتراحاتهم. ويهدف التقرير المبني على تحليل البيانات الإحصائية التي جمعها فريق ميداني من الباحثين، والذي أعده مركز المعلومات والأبحاث السياحية "ماس", التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار،إلى تقدير أعداد الزوار بأسلوب علمي، والتعرف على خصائص وطبيعة الزوار، وتقييم الفعالية من وجهة نظر الزوار. وتضمن التقرير تقييماً إجمالياً لخصائص السوق والخدمات المصاحبة له، إذ حصلت الخدمات المصاحبة للمهرجان على تقييم إيجابي من غالبية أفراد العينة، وبلغ متوسط التقييم الإجمالي 3.6 درجات من خمس درجات. وأوضح التقرير المبني على إفادات عينة عشوائية قدموا من خارج محافظة الطائف أن زوار السوق قدموا ما يزيد على 50 وجهة من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها، مع أكثرية واضحة لمن قدموا من مكة المكرمة بنسبة 25 في المئة، ومن محافظة جدة بنسبة 21 في المئة. وفيما يخص الغرض من الزيارة، نوه التقرير إلى أن 67 في المئة من زوار السوق حضروا إلى محافظة الطائف لزيارة السوق فقط، فيما كان غرض 13 في المئة هو زيارة الأهل والأصدقاء، وستة في المئة قدموا للترفيه والسياحة، بينما جاء أربعة في المئة منهم بهدف العمل. وأفاد التقرير أن المتوسط العام للإنفاق اليومي للفرد الواحد من أفراد العينة بما في ذلك المجموعة المرافقة له بلغ 828 ريالاً أي بمعدل 207 ريالات للشخص الواحد، ومثّل الإنفاق على التسوق ما يقارب 35 في المئة من متوسط الإنفاق اليومي. كما طالب الزوار في توصياتهم بتصميم برامج وأنشطة خاصة بالأطفال والنساء، وزيادة الحملات الإعلانية، وزيادة فعاليات الفلكور الشعبي.
من جهته وصف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان تقرير (ماس) بأنه يقدم صورة شفافة عن مستقبل سوق عكاظ، كواحد من أهم المناسبات الثقافية، والاقتصادية، والسياحية في المملكة، مشيرا إلى أن سوق عكاظ يتطور مرحلياً عاما بعد آخر بتراكم الخبرات وبناء القدرات البشرية واكتمال الإنشاءات المعمارية في موقعه. وشهد سوق عكاظ في نسخته السادسة إضافة هامة تمثلت في تدشين خيمة سوق عكاظ التي أهدتها شركة بن لادن إلى جمهور الثقافة والمثقفين بتكلفة تقدر بنحو 40 مليون ريال، واحتضنت جميع الندوات والأمسيات، ولتكون أخيراً وجها للحضارة ونافذة على المستقبل ومسرحا للفكر والإبداع. وحقق سوق عكاظ في نسخته السادسة بادرة تعتبر واحدة من أهم المخرجات بإعلان رئيس اللجنة الإشرافية أن ندوة "ماذا يريد الشباب وماذا نريد منه" ستكون حدثاً سنوياً يشهده السوق، لتؤسس بذلك لحوار دائم بين أهم شريحة في المجتمع وبين صناع القرار في البلاد.