في الرياض تحديدا لا يمكن لك إن كنت قادما من شارع فرعي الدخول إلى شارع رئيسي ببساطة!

دخولك للشارع يعتمد على أمرين.. إما أن يرزقك الله بقائد مركبة "أجودي" يتوقف ويسمح لك بالمرور أمامه، ثم تلوح له بيدك شاكرا، ولو تمكنت لنزلت وقبّلت رأسه!، أو - وهذه التي تحدث معي وأمامي كثيرا - تحزم أمرك وتغامر وتدخل في الشارع بالقوة و"اللي بدّو يصير يصير"!.

دون ذلك ستقف في مكانك حتى تتلاشى الحركة في الشارع، وهذا يستلزم منك البقاء في مكانك وقتا طويلا للغاية.

قبل ثلاثة أيام بعث لي أخي الدكتور "علي الشعبي" رسالة يخبرني عن تسجيل الجمعية الوطنية للتوعية المرورية، ويطلب مني الانضمام كعضو في اللجنة الرئيسة التأسيسية للجمعية.. الحقيقة أنني سعدت بتأسيس جمعية من هذا النوع.. سأقول لكم لماذا؟!

إذا ما افترضنا أن نصف مشاكل السير في شوارعنا ناتجة عن تخطيط ومساحة الشوارع، وضعف الرقابة المرورية، فإن نصفها الآخر ذو صلة مباشرة بوعي السائقين.

لا أحد يقدّر أحدا في الشارع خلال السنوات الأخيرة.. لا أحد يحترم أحدا عند المخارج والمداخل.. لا ضابط أخلاقي.. لا ثقافي.. لا حضاري.. سلوكيات طارئة لا تعرف جذورها.. يتحول الإنسان إلى مخلوق آخر حينما يمسك بمقود القيادة.. تتحول القيادة من ذوق وفن واحترام إلى "حنشلة وفهلوة وقلة أدب"!.

في السابق كان السائق الذي يأتي من شوارع القاهرة يعد سائقا ماهرا.. اليوم القادم من شوارع الرياض وجدة هو القائد الخبير! - لماذا؟