مد الرئيس الأميركي باراك أوباما يده إلى منافسه الجمهوري ميت رومني، الذي اعترف بهزيمته في السباق إلى البيت الأبيض، داعيا إياه إلى العمل سويا من أجل أميركا. وقال الرئيس الذي أعيد انتخابه في مقر حملته في شيكاغو، إنه يريد العمل مع رومني من أجل "دفع البلاد قدما"، مؤكدا أنه يعود إلى البيت الأبيض "أكثر تصميما من أي وقت مضى".

وفي خطاب حماسي استمر 25 دقيقة قال أوباما: "نعلم أن الأفضل للولايات المتحدة الأميركية قادم". وأضاف أمام الآلاف من المناصرين الذين كانوا يصفقون ويرددون هتافات "أربع سنوات أخرى"، "رغم كل اختلافاتنا، الغالبية بيننا تشاطر الآمال من أجل مستقبل أميركا". وتابع "في هذا الاتجاه سنمضي، إلى الأمام!" مستعيدا أحد شعارات حملته الانتخابية.

ومع تأكد فوز أوباما بانتصاره في ولايتي أوهايو وايوا الحاسمتين، حضرت حشود كبرى إلى أمام البيت الأبيض ورددت هتافات مؤيدة لأوباما و"أربع سنوات أخرى".

واستطاع أوباما تحت شعار "الأمل والتغيير" بإقناع غالبية من الأميركيين أنه الأفضل لقيادتهم خلال السنوات الأربع المقبلة، رغم حصيلة اقتصادية فاترة، والفوز بولاية ثانية على رأس القوة العالمية الأولى، وأعلن أن "الأفضل قادم" للولايات المتحدة. وهنأ ميت رومني على "حملته التي خاضها بقوة".

وفيما لم تعلن بعد النتائج في كل الولايات بما يشمل ولاية فلوريدا الحاسمة، أصبح لدى أوباما أصوات 303 من كبار الناخبين متجاوزا بفارق كبير الأصوات الـ270 المطلوبة للفوز.

وما مهد طريق الوصول إلى البيت الأبيض أمامه الفوز في ولايات: بنسلفانيا وويسكونسن وميشيجن التي تعتبر عادة ديموقراطية، لكن حاول رومني في اللحظة الأخيرة اقناع الناخبين المترددين فيها بدعم الجمهوريين.

كما فاز في ولايات حاسمة مثل فرجينيا، حيث أصبح قبل أربع سنوات أول ديموقراطي يفوز بها منذ 1964، ونيفادا وأوهايو ونيوهامشير وكولورادو وايوا، وقضى بذلك على آمال رومني الضئيلة بتحقيق الفوز.

من جهته اعترف رومني الذي بدت عليه علامات الإرهاق بهزيمته في خطاب ألقاه بلهجة لا تخلو من عزة النفس أمام مؤيديه في بوسطن بعد دقائق من اتصاله بالرئيس الأميركي لتهنئته.

وقال رومني أمام الآلاف من مناصريه "لقد قدمنا كل شيء خلال هذه الحملة" وشكرهم على جهودهم.

وأضاف متحدثا عن أوباما "أن مؤيديه وفريق حملته يستحقان التهنئة أيضا"، قائلا: "أوجه أطيب تمنياتي لهم جميعا، لكن خصوصا الرئيس والسيدة الأولى وابنتيهما".

وكذلك شكر مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين، مؤكدا أن اختياره "كان أفضل خيار" قام به.

وقال حاكم ماساتشوستس السابق إنه "يصلي من أجل نجاح الرئيس في هذه الأوقات التي تشهد تحديات كبرى لأميركا".

ولم يسبق منذ الثلاثينات أن فاز رئيس أميركي في ظل نسبة بطالة تفوق 7,2%، كما أن ديموقراطيا واحدا هو بيل كلينتون سبق أن شغل البيت الأبيض لولايتين رئاسيتين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وسارعت دول العالم إلى تهنئة الرئيس الأميركي الجديد بفوزه.