مع عودة حجاج بيت الله العتيق لبلدانهم تكون محلات الهدايا محطتهم الأخيرة لاقناء الهدايا والتذكارات، مثل مجسمات الكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. ويحرص الحجاج على اقتناء كل ما يعتقدون أنه يمت بصلة للأماكن المقدسة أو يعبر عنها، لكن المفارقة أن أغلب تلك الهدايا والسلع الأكثر مبيعاً ممهورة بـ"صنع في الصين"، في ظل غياب المنتج المحلي!
"الوطن" رصدت خلال جولة على المحلات التجارية المجاورة للحرم النبوي الشريف اقتناء زوار المدينة المنورة هدايا مصنعة في الصين غالباً، وعند سؤالهم عن سبب ذلك كان لسان حال غالبيتهم: أين الصناعة السعودية ؟ لماذا تدفعوننا لأن نحمل بعض الهدايا المحملة بصور الكعبة أو المسجد النبوي أو تحفة لمجسمات دينية في المدينة النبوية مذيلة بعبارة صنع في الصين؟
الحاج حسين عيسى "مصري الجنسية" أكد أنه لم يجد بديلا للمنتجات الصينية التي تعتبر صاحبة التواجد الأكبر في الأسواق حول الحرم النبوي. ويضيف الحاج الكوني محمد (تونسي الجنسية) بالقول: أنا لا أركز على بلد الصنع بالرغم من أنني سألت عن منتجات سعودية وفوجئت بقلتها، فيما عبر الحاج نصر عبدربه (مصري الجنسية) عن سبب آخر قائلا "دائماً يكون السعر هو ما يفتح الباب أمام الحاج للإقبال على المنتجات الصينية". ويوافقه الرأي الحاج النور محيي الدين( سوداني الجنسية)، مشيرا إلى أن الإقبال على المنتجات الصينية المتواجدة في ساحات المسجد النبوي بكثرة لدى أصحاب البسطات العشوائية يسهل لهم التفاوض مع البائعين، منوها بأن انخفاض أسعار المنتجات الصينية سبب للإقبال عليها، حيث إن المنتج السعودي دائما يكون الأكثر ارتفاعا ويتواجد أغلب الأحيان في المحلات التجارية التي لا تتفاوض على الأسعار نهائياً.
وعند سؤال أحد العاملين في محل لبيع الهديا، جمال أحمد ناصر، عن غياب المنتج الوطني كان رده: لا يوجد..هل أبيع المعدوم؟ مؤكدا أن هناك حاجة لإنتاج سلع وطنية ذات جودة عالية تستطيع أن تنافس السلع المستوردة ولا سيما المنتجات والهدايا التذكارية التي تحمل بصمة للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومعالم الوطن التي ستكون ملبية لرغبة الحجاج والزوار والسياح.
"الوطن" حملت السؤال الحائر: أين المنتجات الوطنية، خاصة الهدايا والتذكارات التي يحرص الحجاج على اقتنائها لتذكر رحلة الحج أو تقديمها كهديا لأقاربهم الحالمين بزيارة الأماكن المقدسة وأداء فريضة الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف؟، إلى مدير فرع وزارة التجارة والصناعة بمنطقة المدينة المنورة خالد قمقجي فكان رده أن " وزارة التجارة تحرص وتشجع المستثمرين على إنشاء المصانع المحلية ضمن الشروط المحددة، لكنها لا تفرض على المستثمرين أو التجار الاستثمار في مجال معين، لأن التجار هم أحق بتجارتهم". وأشار إلى جهود وزارة التجارة في مراقبة جودة السلع في السوق، مضيفاً أن عملية جلب المنتجات المختلفة من الخارج وبيعها في الأسواق تتم من مستورد سعودي يحمل سجلا تجاريا، وأكد أهمية تضافر الجهود لتحفيز التجار والمستثمرين لإنشاء مصانع محلية لإنتاج مختلف السلع، ومنها السلع التي يقبل على اقتنائها الحجاج والمعتمرون وزوار الأماكن المقدسة في المملكة.