امتزجت شخصية وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بالإنسانية والحزم خلال مواجهة المملكة للإرهاب.. ففي الوقت الذي وصف فيه بمقلّم أظفار الإرهاب كان حريصاً على تقبيل رؤوس أبناء شهداء الواجب والمصابين من رجال الأمن، وبدا أنموذجاً للوفاء معهم.
وانعكست ملازمة وزير الداخلية لوالده الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمة الله - فترة حياته على شخصيته، ووصف بأنه كان ظلاً لوالده، نظراً لمرافقته المستمرة له في جميع المناسبات.
ويعرف الأمير محمد في أوساط المقربين منه بأنه مستمع جيد، وهو ما لاحظته "الوطن" خلال لقاءات جمعتها به، فلا يتحدث حتى ينتهي المتحدث من كلامه، وكان يشيد دائماً بجهود الصحفيين في مكافحة الإرهاب. وتطرق خلال لقاء ودي كان برفقة والده، رحمه الله، في مجلس الشورى العام الماضي مع بعض الإعلاميين إلى دور الصحفيين، وقال: كانوا "الصحفيون" في الصفوف الأمامية في مواجهة الإرهاب، مما جعل البعض يلقبه بـ"صديق الإعلاميين".
وبدا التواضع جلياً في شخصية وزير الداخلية من خلال زياراته المتكررة للمصابين من رجال الأمن وتقبيل رؤوسهم وهم على ظهورهم على أسرتهم البيضاء، وهو التكريم الحقيقي لهم، كما أكد عدد منهم خلال الفترات السابقة، فيما يتميز بحرصه الشديد على متابعة أوضاع رجال الأمن المصابين في مواجهات أمنية مع مطلوبين أمنيين، حيث وجه بعلاج عدد كبير منهم في الداخل، كما أرسل آخرين للعلاج في الخارج على نفقة وزارة الداخلية.
ولم تنحصر إنسانية وزير الداخلية في التعامل مع رجال الأمن، بل امتدت إلى أهالي المطلوبين من خلال متابعتهم وتوفير متطلباتهم التي يحتاجونها. وشملت مراعاته لهم وإنسانيته المطلوبين أنفسهم، وظهر ذلك جليا خلال المكالمة التي بثت له مع مطلوب كان يتظاهر برغبته بتسليم نفسه في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها قبل سنوات في منزله بمحافظة جدة. وكان للأمير محمد بن نايف دور كبير في استعادة السعوديين المعتقلين في جوانتانامو، وكان حريصا على أن يزف البشرى لأهاليهم بنفسه عبر اتصال هاتفي لكل أسرة، كما حرص على افتتاح مركز رعاية ومناصحة لتأهيلهم ليسهل اندماجهم مع مجتمعهم. ولم يتوقف حرصه على ذلك، بل امتد إلى تعليمهم وتزويجهم وحضر زواج عدد منهم.