في صبيحة مثل هذا اليوم الأسبوع الماضي، كانت الرياض على موعد مع ما أطلق عليه "فاجعة الخميس" التي خلفت 22 ضحية و133 مصابا نتيجة لتسرب الغاز من إحدى الناقلات، وهو ما أدى إلى انفجار ضخم سمع دويه على مسافة فاقت الـ10 كيلو مترات.

ذلك الانفجار نجم عنه العديد من التداعيات، سواء كان على أسر المصابين أو العابرين لطريق خريص وقت الحادثة، كما خلف وراءه خسائر تقدر بمئات الملايين من الريالات.

ولا تزال جهات التحقيق تعكف على تقصي مسببات حادثة الناقلة، فيما اتخذ الحاكم الإداري لمنطقة الرياض بالنيابة الأمير محمد بن سعد في مؤتمر صحفي هو الأول الذي يعقده منذ تسميته نائبا لأمير المنطقة، قرارا بالمضي بدراسة مشروع لنقل الغاز عبر الأرض.

وبعد 24 ساعة من الحادثة، أعلن الدفاع المدني عن إغلاق ملف المفقودين الذين تم العثور عليهم تحت أنقاض مبنى شركة الزاهد الذي دمر بالكامل نتيجة الانفجار الضخم.

وفي المقابل شرعت منذ يوم الجمعة الماضي لجنة حصر الأضرار باستقبال طلبات التعويض، ووصل عدد المطالبين إلى المئات.

قد تنتهي تداعيات الحادثة عند البعض، ولكنها عند البعض الآخر لن تنتهي، ومنهم المواطن محمد القحطاني الذي أصيب في الحادثة وأدخل ابنه ذا الـ8 أشهر إلى العناية المركزة.

القحطاني روى لـ"الوطن" تفاصيل ما حدث له ولعائلته التي كانت تقضي عيد الأضحى في منطقة الرياض وقررت العودة إلى المنطقة الشرقية يوم الخميس الماضي. وقال "في تمام الساعة الثالثة فجراً، قررت العودة مع عائلتي إلى الشرقية بعد أن قضينا إجازة العيد في العاصمة، إلا أن الفرحة لم تكتمل"، وأضاف أنه يقطن في شقق مفروشة قريبة من موقع الحادث، حيث استمع قبل الانفجار بعشر دقائق إلى صوت اصطدام الناقلة ولكنه عاد للنوم مرة أخرى، وبعدها سمع صوت الانفجار.

وأشار إلى أن الآثار التي خلفها الانفجار تسببت له في إصابة في الرأس نجم عنها جرح عميق إحتاج لـ6 غرز، بالإضافة إلى بعض الكدمات، كما أن ابنه الذي يبلغ من العمر 8 أشهر أصيب وتم نقله إلى العناية المركزة ليومين وتم إخراجه منها في اليوم الثالث.

وأضاف أنه لا يفكر برفع شكاوى حالياً وأن المهم سلامته هو وابنه حيث طالب بأن يكون التعويض عن الأضرار الجسدية والنفسية.

وفي سياق متصل، فقد شاءت العناية الإلهية أن يخرج العامل في "شركة زاهد" محمد نور من بين الركام الذي خلفه الانفجار وتسبب في انهيار مبنى الشركة بالكامل. وأوضح نور أنه أصيب وهو يؤدي عمله في الشركة حيث كسرت يده وبعض الكدمات التي توزعت على أنحاء جسمه.