تفاعل رواد فضاء مع عدد من الطلاب الموهوبين في حوار جمعهم في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" خلال زيارة لهم أمس، حيث تطرقوا إلى أهمية تحفيز العقول للاكتشاف والإنتاج والعمل على تنمية أدواتهم الذاتية؛ ليستطيعوا أن ينيروا العالم بإبداعاتهم.
وعرض الرواد فيلما عن رحلاتهم الفضائية، وقدموا شرحا لمهامهم التي قاموا بها، وبادلوا الطلاب الإجابة على تساؤلاتهم، فيما عبّروا عن إعجابهم بما شاهدوه من مشاريع ومبادرات تهدف إلى بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومة الشامل.
والتقى وفد رواد الفضاء مسؤولي المؤسسة وقياداتها، حيث استعرض نائب الأمين العام لـ"موهبة" الدكتور محمود نقادي أهداف "موهبة" وإنجازاتها، مبينا أن المؤسسة تعمل على تحقيق أهدافها الإستراتيجية وأهمها رعاية الموهوبين والمبدعين، ودعم القدرات الوطنية، وإيجاد رواد من الشباب المبدع والموهوب في مجالات العلوم والتقنية، لافتا إلى أن رؤية "موهبة" هي جعل المملكة مجتمعا مبدعا فيه من القيادات والكوادر التي تدعم تحولها إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
وخلال اللقاء، أكد رائد الفضاء الماليزي الدكتور شيخ مظفر، أن قراءته لقصة أول إنسان تمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض عام 1961، كانت نقطة إلهام له في حياته نحو التفكير في الفضاء، إلا أن رحلة الأمير سلطان بن سلمان عام 1985، كأول رائد فضاء مسلم، كانت مفتاح العزيمة له والإصرار نحو تحقيق حلم الصعود إلى الفضاء عام 2007.
وقال الدكتور مظفر في محاضرته اليوم أمام أكثر من 200 طالب من مدارس التعليم العام، حضروا اليوم لسماع ومشاهدة خبرات رواد الفضاء العالميين بمقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: كنت أتابع بشغف كبير رحلة الأمير سلطان بن سلمان، وعمري حينها لم يتجاوز 15 عاما، وزادني الحماس الذي شاهدته في الأمير سلطان، عندما صعد إلى الفضاء طموحا نحو تحقيق نفس الحلم، وفق شعار حملته في نفسي (الحلم الممكن).
وقال رائد الفضاء الماليزي "مظفر"، إنه تقدم ضمن 11 ألف مرشح في ماليزيا، للصعود عبر مركبة الفضاء الروسية (سويوز تي ام اي 11)، وتم اختياره من بين هذه الأعداد، ليتحقق الحلم في العاشر من شهر أكتوبر 2007، حيث انطلقت المركبة من محطة "بايكنور" في كازاخستان، باتجاه المحطة الفضائية الدولية برفقة زملائه الروسي يوري مالينشنكو، والأمريكية بيغي ويتسون، ليتم بعد يومين الالتحام بالمحطة، على ارتفاع 350 كيلو متر فوق آسيا الوسطى.
يشار إلى أن رائد الفضاء "مظفر" كان قد التحق بدراسة الطب، وتخصص في جراحة العظام في مستشفى كوالالمبور، إلا أنه لم ينس حلمه في الصعود إلى الفضاء الذي راوده في ريعان شبابه، حتى تمكن من تحقيقه.
من جانبه قدم رائد الفضاء الأميركي شارز ووكر، عرضا مرئيا لرحلات الفضاء الثلاث التي قام بها في حياته، مشتملاً على التجارب العلمية التي أجراها مع زملائه رواد الفضاء الـ 17، الذين رافقهم في رحلاته الثلاث، في مجالات على الأحياء، والفيزياء، والطب، وتقنية تعقيم المواد الطبية في الفضاء (Electrophoresis Operations in space).
واستعرض رائد الفضاء الألماني الدكتور أورك وولتر، المقارنة العلمية في اختلاف الجاذبية ما بين الأرض وداخل المكوك الفضائي، وفق ما يسمى بـ" قانون انعدام الجاذبية"، كما قدم عرضا مرئيا لصور فوتوجرافية وتلفزيونية التقطت من مركبة الفضاء التي كان على متنها، تبرز غروب الشمس من على كوكب الأرض.
وعرض الدكتور وولتر، صورا عالية الدقة التقطتها الأقمار الاصطناعية تكشف أكثر التجمعات السكانية لأي دولة في العالم من خلال رؤية فضائية تظهر على شكل "نقاط ضوئية بيضاء"، موضحة أن أكثر التجمعات السكانية في السعودية تمتد ما بين ساحل الخليج العربي مروراً بالرياض إلى الساحل الغربي على البحر الأحمر.
عقب ذلك تناول رائد الفضاء الطيار الألماني كلاوس فليد، تجربته مع وكالة الفضاء الروسية في رحلته الفضاء "مير92"، حيث تم اخضاعه لتدريبات مكثفة استمرت سبعة أسابيع من أجل الصعود على الرحلة الفضائية، مقدما عرضا مرئيا عن التدريبات والاختبارات التي أجراها قبيل انضمامه إلى فريق رواد الفضاء.