انتهت عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية في وقت مبكر من صباح اليوم بتوقيت المملكة بعد سباق ساخن واجه تعرجات كثيرة غير متوقعة بين المرشح الديموقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني. وحكم اليوم الأول من التصويت جهود محمومة من قبل المرشحين لدفع مؤيديهما إلى الذهاب إلى مراكز الاقتراع بسبب الضيق الشديد في هامش التقدم الذي حققه هذا المرشح أو ذاك، بعد قرابة عام ونصف العام من الركض المتواصل في أنحاء الولايات المختلفة.
وبسبب هذا الهامش الضئيل الذي يفصل أي من المرشحين عن الآخر فان هناك استعدادات من قبلهما معا لخوض معركة قانونية لإعادة حصر الأصوات في حالة تبين أن فارق الأصوات بينهما لا يزيد على عدة آلاف من البطاقات الانتخابية. وقد دفع الديموقراطيون بنحو 2500 محام إلى ولاية أوهايو يراقبون عملية التصويت وينتظرون إعلان النتائج حتى يتسنى لهم تحديد موقفهم من المطالبة بإعادة حصر الأصوات إذا ما كان الفارق ضئيلا لمصلحة رومني. وفي مواجهة هذا الجيش القانوني الديموقراطي، تجمع نحو 1700 محام جمهوري يؤدون الوظيفة ذاتها ولكن في الجهة الأخرى من السباق.
وبينما كلف السباق حتى الآن – كنفقات مباشرة – ملياري دولار فإن النفقات غير المباشرة يمكن أن تصل إلى مبلغ مساو لتصبح هذه الانتخابات الأكثر كلفة في التاريخ. إلا أن المشكلة لم تتلخص في هدر هذا الوقت الهائل والأموال الطائلة فحسب، وإنما كان في إظهار الانتخابات لعمق انشطار المجتمع الأميركي بين منظورين مختلفين لتوجهه المستقبلي.
وراهنت حملة أوباما على دقة تنظيمها وخبرتها في حشد الأصوات وفي نقل الناخبين عبر سيارات المتطوعين والباصات التي تستأجرها منظمات الحزب في الولايات إلى مراكز الاقتراع خشية أن يتكاسل مؤيدو الرئيس الذين قد يكونون أكثر عددا عن الذهاب للتصويت. وفي المقابل فإن حملة رومني اتسمت بقدر كبير من الحماس وبقدر أقل من التنظيم بالمقارنة بحملة أوباما. وليس من الواضح حتى الآن إذا ما كان هذا العنصر لعب دورا مهما في توجه الناخبين إلى ما توجهوا إليه.
وتراوحت التوقعات قبل ساعات من انتهاء عملية التصويت بين تحقيق رومني لفوز كبير وتحقيق أوباما لفوز كبير. ويعني ذلك من الوجهة العملية أن أحدا لم يكن بوسعه تحديد النتيجة على نحو مسبق.