غلبته الدموع حين حاول إخفاءها بيديه، قائلا لـ"الوطن" أمس: منعني كبر سني وحالتي الصحية من الانتقال لوداع ابني وتقبيله قبل دفنه فجر أول من أمس بمنطقة نجران. هكذا بدا حسن بن علي منيع والد الشهيد محمد الذي كان يغص أثناء حديثه لنا في نوبات حزن، يصمت معها لتنوب تنهداته في الإفصاح عن مشاعره وألمه. وأضاف "نعم أبكي فليس عيبا أن يبكي الرجالُ رجالا فارقوا الحياة من أجلنا، وقدموا أرواحهم لنسعد في وطننا بالأمن والأمان وإني لفخور بابني وباستشهاده دفاعا عن حياض وحدود وطن المقدسات والأمجاد". في قرية المجاليل بمركز ريم بمحافظة الدرب شمال منطقة جازان التقينا والد الشهيد في منزل متواضع ضم في أطرافه مجلس العزاء، الذي لطالما ردد فيه "إنا لله وإنا إليه راجعون، رحل ابني محمد وعمره 24 سنة وهو بطل، وإني لأحسبه عند الله شهيدا، فأدعو له بالمغفرة والرحمة، رحل تاركا خلفه زوجة وطفلين: ميار 3 سنوات ومحمد 4 أشهر. وسرد حسن منيع لحظات وداعه لابنه الشهيد بقوله "ودعت ابني محمد ثاني أيام عيد الأضحى بعد أن قضى معنا أياما في إجازته التي أراد أن يقضيها بالقرب مني ومن والدته، وأذكر أنه قبل مغادرته دخل علينا الغرفة لتوديعنا برفقة أولاده وزوجته قبيل مغادرتهم إلى منطقة نجران، وكان ذلك هو الوداع الأخير. إلى ذلك، أكد حمد علي منيع عم شهيد الواجب محمد أن أحوال محمد ووالده وأسرتهم يعلمها الله عز وجل، حيث يسكنون منزلا شعبيا متواضعا للغاية بقرية المجاليل، مؤكدا أن الشهيد - رحمه الله - كان ينوي بناء منزل لأسرته، يضم فيه والده ووالدته لينهي معاناتهما مع المنزل القديم، ولكنه رحل فداء لهذا الوطن الغالي.