هذا العنوان هو الأقرب ترشيحاً، لرواية كتبها بدمه وأعصابه ودموعه الشاب/ "خالد دهام العنزي"، الذي نشرت "الوطن" خبر عودته أمس إلى المملكة، بعد أن قضى اثني عشر عاماً في السجون الأمريكية، في قضية مدنية لاعلاقة لها بالإرهاب، ولا المخدرات، ولا تخصيب اليورانيوم، ولا الإبادة الجماعية!
ومع خالص التقدير لعائلته ومحبيه، ومشاطرتهمهن "دموع الفرح والفرج"، فإننا نأمل أن لايشغلوه "بالمفطحات" عن نقل روايته الواعدة بكثير من التفاصيل المثيرة، إلى الورق! كما نرجو من والديه "اليعقوبيين" الكريمين ـ نسبة إلى صبر "يعقوب" على فراق "يوسف" وأخيه ـ أن يؤجلا فكرة إيداعه "القضبان الذهبية"، إلى حين نشر هذه الرواية، التي لو كتبتها "أميمة الخميس" لـ"تَبَوكَرَتْ"، ولو كتبها "عبده بوكر" لـ"تَنَوبَلَ"، ولو كتبها "محمد المزيني" لما احتاج أن يضرب على الرمل؛ ليصبح "نصـ/ـراوياً" أصفر عالمياً، كـ"يوسف المحيميد"!!
أما الشعب السعودي الطيب، فلن يضيع لحظة من هذه الأيام الروحانية الحميمة، في الدعاء الصادق بأن يستر الله على جميع أبنائنا المعتقلين.. عفواً: المبتعثين إلى أمريكا! وأن يفك أسر المأسورين منهم، وأشهرهم/ "حميدان التركي"! فقد غدا الابتعاث إلى بلاد "العم سام" كابوساً ثقيلاً مرعباً، بفضل خرِّيجها المملوح، في كلية "تورا بورا"! بعد أن ظل حلماً يمثل للكثيرين غاية الطموحات، كذلك الأكاديمي العريق، المستنسخ في كل جامعاتنا، ومستشفياتنا، وبنوكنا، وشهرته : "أنا لما كنت في أماركا"! العبارة التي ظل يرددها وكأن أحداً لم يبتعث قبله، ولا بعده، ولا معه إلى "أماركا"! بل وكأنه هو الزميل/ "كريستوفر كولومبوس" ماغيره!
ويتقاعد البروفيسور/ "أنا لما كنت في أماركا"، دون أن ينجز شيئاً غير الدراسة في أمريكا! والله أعلم كيف كانت دراسته؟ وأين كانت؟ ومن كانوا أساتذته؟ فالكلية التي أعتقها الله بتقاعده، والمستشفى الذي احتفل بمغادرته إياه غير مأسوفٍ عليه، والبنك الذي لم يجدد عقده، بعد أن جعل "المواااطٍ": "مرتاااع البال"، كلها تشهد بأنه جلب من "أمريكا" أسوأ مافيها: من غرور "الإدارة الأمريكية" وغطرستها، واستكبارها! وترك أحسن مافيها: من حرص "الإنسان الأمريكي" على التطوير، والابتكار، والاتقان!
ومن المؤسف أنه ورَّث ما اكتسبه لآلاف المبتعثين الشباب، مازالوا يعتقدون أن الابتعاث إلى أمريكا هو غاية المنى، رغم مايعانيه السعودي اليوم في طريقه إليها، بدءاً من "الفيزا" التي أصبح استخراج رخصة من "البلدية" أسرع منها! وليس انتهاءً بالكاميرات التي تشم رائحة "القاعدة"! طيب: مارأيك لو حولت إلى "إيرلندا"؟ لا ياااخي.. محافظون جداً، تخيل ماعندهم مسرح ولا سينما! طيب "أستراليا"؟ لا ياشيخ؟ ناقصين إحنا مزاين "إبل" و"تيوس"؟ طيب "ماليزيا"؟ لا والله؟ الابتعاث إلى "جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" أصرف!