سجلت المديرية العامة للزراعة في محافظة الأحساء نحو 48 إصابة بمرض "السل البقري" في صفوف الأبقار المنتشرة في مزارع واحة الأحساء الزراعية، ويجري حالياً الترتيب لإعدامها وحرقها بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، بجانب إجراء الفحوصات الطبية "البشرية" على جميع العاملين في المزرعة أو الحظيرة للتأكد من سلامتهم من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وذلك بالتنسيق مع الجهات الوقائية والعلاجية في مديرية الشؤون الصحية في الأحساء، فيما يشتبه بإصابة 20 بقرة أخرى، وينتظر إجراء التحاليل المخبرية والفحوصات البيطرية مرة أخرى للتأكد من إصابتها أو سلامتها. 

وأوضح مدير عام الزراعة في الاحساء المهندس محمود الشعيبي في تصريح أمس إلى "الوطن" أن تسجيل تلك الإصابات، جاء خلال الحملة الوطنية، التي يجري تنفيذها في مزارع مدن وقرى المحافظة كافة للتأكد من سلامتها وخلوها من هذا المرض كإجراء وقائي، مبيناً أن لجنة خماسية مكونة من إمارة الأحساء، والأمانة، والزراعة، والصحة، والمالية، بمشاركة أحد الدلالين "كخبير لتحديد سعر البقرة" تواصل حالياً تثمين سعر كل بقرة على حدة لتعويض أصحابها بعد إعدامها، لافتاً إلى أسعارها تراوحت ما بين 3 آلاف ريال وحتى 10 آلاف ريال.

وبدوره، أوضح مدير شعبة الثروة الحيوانية في المديرية العامة للزراعة في الأحساء ناصر الجارود خلال حديثه أمس إلى "الوطن" أن الحملة، تستهدف فحص جميع الأبقار التي تتراوح أعمارها ما بين 6 أشهر و10 سنوات من بين 32 ألف بقرة في واحة الأحساء الزراعية، مبيناً أن الحملة، انطلقت في منتصف شوال المنصرم، وهي مستمرة لمدة ثلاثة أشهر مقبلة، وقابلة للتمديد لثلاثة أخرى، لافتاً إلى أن الحملة التي تشتمل الأبقار "التي على وشك الولادة"، وتضم الحملة نحو 12 فرقة بيطرية كل فرقة بيطرية مكونة من طبيب بيطري ومساعد طبيب بيطري وسائق وعامل. وأضاف الجارود أن مرض السل البقري من الأمراض المشتركة في الانتقال بين الإنسان والحيوان، مشيراً إلى أن آلية عمل الفحص في الحملة، تتمثل في حقن جلد كل بقرة بمادة "الاختبار"، ومن ثم العودة بعد مرور 72 ساعة للتأكد من سلامة طبقة الجلد في موقع حقنة الاختبار، وفي حال حدوث انتفاخ كبير في الجلد، فإن ذلك يشير إلى إصابة البقرة بمرض "السل"، وفي حال عدم تغيير سماكة جلد البقرة فإن ذلك مؤشر على سلامتها من الإصابة،

وأكد أن موقع إعدام الأبقار المصابة بهذا المرض في أحد المسالخ التابعة لأمانة الأحساء وبإشراف بيطري متكامل، ويجري أخذ عينات من دم البقرة لإجراء مزيد من الفحوصات والدراسات والأبحاث العلمية على ظروف المرض بجانب إخضاع أجزاء معينة من البقرة للتشريح، لافتاً إلى أنه حتى الوقت الحالي جرى الكشف على 489 بقرة، مضيفاً أن هذه الحملة تأتي في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة لمكافحة الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية، وتسعى من خلالها إلى إجراء مسح واستقصاء وبائي لتتبع بؤر الإصابة بالسل البقري في المحافظة. وأهاب بمربي الأبقار التعاون مع الفرق البيطرية في إجراء تلك الفحوصات التي تعود عليهم بالنفع والصحة للجميع.