يأتي تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية بعد أن مكث في أروقتها 13 عاما، اشتهر بـ"حزمه"، و"صرامته"، وحرصه على الحق، والتشديد على تطبيق النظام.. سامح المخطئين، ونصح التائهين.

دخل محمد بن نايف الوزارة، مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، ليبدأ مهامه الرسمية في سلك الدولة، وشارك مع والده الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في "قهر" ثلاثة ملفات وهي الإرهاب، وسجناء جوانتانامو، والمتسللون.

وتصدى للإرهاب بطرق مختلفة بدأت بالمواجهات العسكرية،

وتمكن من خلال منظومة عالية المستوى من كبحه، بطريقة أذهلت العالم، وأصبحت أنموذجا يحتذى به، وهي المناصحه، فأسس مركزا يحمل اسمه، حاور المغرر بهم وسمع منهم، حتى عادوا إلى صوابهم.

ولـ"جوانتانامو" نجاح آخر له، فبشهادة الكثيرين، كان له فضل كبير، في إعادة أغلب السجناء السعوديين هناك إلى بلادهم، لمقابلة أسرهم، وتوجيههم إلى الطريق الصحيح.

أما المتسللون، فقد كان له دور كبير في كبحهم، وإنشاء سياج أمني بشري على حدود الدولة، لمنع نقل أضرار هؤلاء إليها، من مخدرات وأسلحة وغيرها.

ولد الأمير محمد في جدة عام 1379، درس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة الأميركية وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1401، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.

عمل في القطاع الخاص.. إلى أن صدر الأمر الملكي في 27 محرم 1420 بتعيينه، مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة. ومددت خدماته لمدة أربع سنوات اعتبارا من 27 محرم 1424 بموجب الأمر الملكي الصادر في 27 ذي الحجة 1423. وفي 4 جمادى الأولى 1425 صدر الأمر الملكي بتعيينه مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير، وفي عام 1428 صدر أمر ملكي بالتمديد له.

تعرض في 6 رمضان 1430 لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب زعم أنه يرغب بتسليم نفسه، حيث دخل إلى مكتبه الكائن في منزله بجدة وقام بعد دخوله بتفجير نفسه بواسطة هاتف جوال وتناثر جسد المنتحر إلى أشلاء، وأصيب الأمير بجروح طفيفة..

وقد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم في رسالة بثتها منتديات إرهابية على الإنترنت.

وقد تعرض من قبل هذه الحادثة لعدة محاولات اغتيال كان من بينها محاولة بمكتبه بوزارة الداخلية بالرياض، ومحاولة أخرى من خلال إحدى الجماعات الإرهابية، حيث أمسك بهم وقد أعدوا صواريخ لإطلاقها على طائرته الخاصة عند إقلاعها. ويعود السبب لكثرة محاولات الاغتيال بسبب مواقفه الكثيرة ضد الجماعات المتطرفة بشكل خاص وتحمله موضوعهم والتعامل معه شخصيا، ولمواقفه أيضا ضد تجار ومهربي المخدرات.