نظرا لما يمر به العالم من تطور في شتى مجالات العلوم والمعارف، ورغبة منا في مواكبة هذا التطور، واللحاق بركب الأوائل، خاصة في مجال العلوم الطبية؛ فإنني وبالنظر إلى مسلسل الأخطاء الطبية الذي ساءنا متابعته عن كثب (ولا زلنا)، فأنا أطالب وزارة التعليم العالي بالتعاون مع وزارة الصحة، بتطوير مناهج الطب لدينا، وإضافة مادة تدرس لطلاب الطب في مرحلة الامتياز عنوانها (كيف تتملّص من خطأ طبي؟)، حيث تعرّف هذه المادة المعنى المقصود بمصطلح (خطأ طبي) وتجدون التعريف كاملا وبتوسع في صفحة محليات في كل الصحف والجرائد المحلية.
كما تبحث هذه المادة في ما يتوجب على الطبيب عمله في حال ارتكابه أي خطأ طبي، وخاصة إذا كان في موقع المسؤولية.. ففي البداية توجه المادة إلى تصنيف هذه الأخطاء الطبية إلى: أخطاء مميتة.. أخطاء تسبب عاهات.. أخطاء تعالج بالأدوية.. أخطاء "مش مستاهلة".. وتحدد قائمة بهدايا مناسبة لكل نوع لامتصاص صعوبة صدمة المريض حال معرفته هو أو ذووه بالأمر. الأمر الثاني، البحث عن الشخصية المناسبة التي يعلق الخطأ الطبي على شماعتها، ولا يشترط كونها من العاملين في مجال الطب أو الصحة، ويفضّل أن تكون هذه الشخصية ممن لاحول لهم ولا قوة، كعامل نظافة مثلا أو سبّاك. إعداد سلسلة من الإعفاءات والطرد لأشخاص ليس لهم يد في هذا الخطأ الطبي واعتبارهم (كبش فداء) لامتصاص غضب الرأي العام. ويتم استرضاؤهم لاحقا بوظائف أخرى.
والجزئية الأهم في منهج (التملّص من الأخطاء الطبية) هو إعداد إجابات مقنعة مدعمة بالأدلة والمستندات، لأسئلة داوود الشريان في برنامجه الشهير "الثامنة"، سواء كانت هذه المستندات ملفقة أم حقيقية. ومع معرفة الجميع بأن هذا البرنامج مساحة مرضية لـ(فش الخلق) فقط، إلا أن عامة الناس يتابعونه ليشاهدوا عن كثب، كيف يكذب المسؤول، ويبرر للقتل بدم بارد، وكيف يستخف بآلام المواطنين وهمومهم.
أتمنى أن يجد اقتراحي هذا أذنا صاغية لدى المسؤولين، والله من وراء القصد.