أليس من الرائع أن نصاب بمرضٍ ما؟ على الأقل نصاب بلوثته لمدة قصيرة، وذلك لنغتنم فرصة لا تكرر إلا مرة واحدة في السنة! ما أتحدث عنه هو الحالة الطبية التي يطلق عليها "بيبلومانيا bibliomania" أو بالتعريف العلمي الدقيق: "هوس حيازة أو ملكية الكتب"! وهذا ما نراه –الآن- على محيا عددٍ لا بأس به من رواد معرض الرياض الدولي للكتاب.
طبعاً هذه الحالة تقود صاحبها فقط إلى شراء وشراء المزيد من الكتب، دون أن يقرأها، أو حتى يتصفح فصولها، لذا تجد هؤلاء يزاحمون المهتمين في أروقة معارض الكتاب، ويشتري من هنا وهناك، ليخرج بعد ساعات قليلة بحملٍ ثقيل دون محتوى نفيس، يتحول "الكتاب" إلى "ديكورٍ" منزلي خلال دقائق معدودة، حين يعود صاحبنا "البيبلومانيّ" إلى منزله، فرحاً ومنتصراً، بعد أن اصطاد طرائده وأشبع إدمانه، دون أن يعلم أنه أنجز الجزء البسيط في العملية وهو الشراء, وبقي الجزء الأهم وهو القراءة!
صديقي.. الخط رفيع بين حب القراءة والاطلاع، وبالتالي جمع الكتب النافعة، وبين هوس هذه الحالة الطبية. وكي لا تقع فريسةً لشهوة الشراء دون الاطلاع؛ تذّكر قبل أن تزور المعرض أن تقوم بمراجعة عناوين مكتبتك الشخصية, كي لا تقع في فخ التكرار، وأن تبحث عن الكتاب الذي يهمك ويفيدك، أو ما يلهمك أو يُسليك، وليس الكتاب المثير، الذي يدّعي صاحب دار نشره أنه "ممنوع"! وأنك لن تجده إلا خلال أيام المعرض فقط, فكم من كتابٍ من هذا النوع؛ تكتشف بعد قراءة صفحات معدودة أنه لا يسمن ولا يغني من جوع..وكل عام ومعرض كتابنا بخير..