يوم السبت الرابع من نوفمبر عام 1922 ميلادية كان بداية لكشف من أعظم الكشوفات الأثرية في القرن العشرين، ففي الساعة العاشرة صباحا من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الإنجليزي هوارد كارتر، 1873 - 1939، يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة.
عثر كارتر على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته دون أن تصل له يد اللصوص على مدار أكثر من ثلاثة آلاف عام، إذ حوى الكنز المخبأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والمجوهرات الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف.
سلمت محتويات المقبرة لعلماء الآثار مفاتيح فريدة للتعمق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الثامنة عشرة التي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.
على وقع ذكرى ذلك اليوم تشهد مدينة الأقصر بصعيد مصر طوال أيام وليالي نوفمبر الجاري
مجموعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والفكرية والثقافية التي تشارك في فعالياتها المؤسسات الأثرية والثقافية المصرية.
وتأتي هذه الفعاليات والاحتفالات في مدينة الأقصر التاريخية، 721 كم جنوب القاهرة ضمن الذكرى التسعين لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، 1354- 1345 قبل الميلاد، الملك الطفل الذي نقل مصر إلى العالم ونقل العالم إلى مصر.
وتوافق هذه الذكرى يوم الرابع من نوفمبر في كل عام وهو التاريخ الذي تطالب أوساط سياحية وثقافية وأثرية مصرية باتخاذه عيدا قوميا للأقصر.
وتجرى تلك الفعاليات التي تتنوع ما بين معارض وندوات ومحاضرات وعروض فنية في مكتبة الأقصر العامة وقاعة المؤتمرات الدولية في المدينة وكلية الفنون الجميلة ومتحف التحنيط ومتحف الأقصر، كما تشهد الساحات المواجهة لمعابد الأقصر الفرعونية وميادين المدينة عروضا فنية وفلكلورية لفرق الفنون الشعبية.
وينظم قطاع المتاحف في الأقصر موسما ثقافيا خاصا ضمن الفعاليات الفكرية والثقافية الخاصة بإحياء الذكرى التسعين لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، حيث يحاضر عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار، كما تنظم نقابة المرشدين السياحيين في الأقصر موسما ثقافيا مماثلا.
وقال الباحث المصري فرنسيس أمين إن معرضا كبيرا سيقام ضمن احتفالات مصر بالذكرى التسعين لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سوف يحوي صورا نادرة تحكي يوميات الكشف الأكبر من نوعه في التاريخ كما سيتم عرض صحف مصرية وعالمية صدرت في نوفمبر من عام 1922 واحتوت على أخبار وتفاصل الاكتشاف أولا بأول، بجانب عرض لكل ما صدر من كتب عن الملك توت عنخ آمون وكنوزه.