لم تعد الأرجيلة أو ما يعرف في الأوساط الشبابية بـ"المعسل" حكرا على المقاهي، بل تجاوزت ذلك إلى أن تكون رفيقة للأسر في المنازل، وفي السفر، والتنزه، بل إنها أصبحت ـ لدى البعض ـ من الضروريات التي يحرصون على أن تكون ضمن قائمة أغراض السفر، والتنزه. ووصل الأمر إلى أن البعض يصطحبها إلى غرفة النوم.

وبات منظر الشباب مع أسرهم في المتنزهات العامة وهم يدخنون الأرجيلة منظرا مألوفا.

وأمام ذلك شكت سيدات من أن الأرجيلة أصبحت ـ إلى جانب أضرارها الصحية التي لا تخفى على الجميع ـ مصدر قلق للزوجات في رحلات التنزه، حيث يسند لهن الأزواج والأشقاء إعدادها بدءا من تجهيزها بالمعسل والجمر، ونحو ذلك.

وقالت حنان المالكي إن زوجها يفسد التنزه بتكليفها بمهمة إعداد الأرجيلة له، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تنبعث منها، مضيفة أنه قد يثور بين لحظة وأخرى حينما تتأخر في إنجاز هذه المهمة.

أما سامية الحارثي فقالت إنها تخشى كثيرا على أطفالها من أضرار الأرجيلة، والتي باتت مرافقة لهم في كل مكان يذهبون إليه، لدرجة أن زوجها قد يصحبها معه لغرفة النوم، لأنه لا يستطيع أن يستغني عنها مطلقا ـ على حد قولها ـ حتى وإن كان في غرفة نومه أو بين أطفاله، مشيرة إلى أن أطفالها باتوا يقومون بتجربة الأرجيلة إذا سنحت لهم الفرصة مختبرين ردات فعل والدتهم نحو ذلك.

وتقول أمل السفياني "أصبحت مسؤولة عن حمل الأرجيلة، وإعدادها، وتجهيزها، رغم رفضي الداخلي لذلك، ولكني مضطرة حتى لا يترك زوجي رحلة التنزه، ويذهب إلى المقاهي التي تجمع الغث، والسمين، والصالح، والطالح".

ولكن على النقيض ترفض منى الشهري إعداد الأرجيلة لشقيقها رغم ما يسببه هذا الرفض من مشاحنات، مشيرة إلى أنها كانت توافق في البداية على مضض، ولكن بعد أن أصيبت بحساسية في الصدر لم تعد قادرة على تحمل الدخان الذي يسبب لها أضرارا مضاعفة.

وأشـارت إلى أنها طلبت من شقـيقها أن يذهب لمقهى أو أن يعيـش في ملحق خاص بالمنـزل بعـيدا عن غـرف المـنزل الأسـاسية.

من جهته قال مدير الخدمات الطبية وأخصائي الأمراض الصدرية بمستشفى الأمراض الصدرية بالطائف الدكتور مروان حسن مرعي إن "الشيشة أكثر ضررا من السجائر، لاحتوائها على كمية كبيرة من التبغ، حيث يعادل رأس الشيشة تدخين باكيت سيجارة كامل، بالإضافة إلى الجهد الكبير الذي تتعرض له الرئة أثناء سحب الماء من الشيشة".

وأضاف أن الشيشة في ضررها مثلها مثل السيجارة تماما، وحتى إذا أضيفت نكهات على الشيشة مثل التوت والتفاح وغيرهما، فلها نفس الضرر من تبغ وقطران، إضافة إلى أن هذه الإضـافات عادة ما تكون غير معلومة المصدر أو المحتوى.

وأكد أخصائي الأمراض الصدرية أن من أضرار الشيشة الأخرى أنها تتسبب في انخفاض الضغط، خاصة لمن يستخدمها بقلة، حيث تؤثر تأثيرا مباشرا على ضغط الدم، وتسبب إجهاد الجهاز التنفسي، مشيرا في الوقت نفسه إلى خطرها على المحيطين بالمدخن، وهو ما يسمى بأضرار التدخين السلبي.