وحتى تعلم يا رعاك الله، كم كانت البيئة خصبة ومثالية للتزوير، فأضف للجانب المظلم من معلوماتك، أن تواريخ الميلاد لم تكن بمنأى عن ذلك! أما إن كان لديك ثمة شك في المعلومة السابقة فسأخلي مسؤوليتي أولا، وسأحيلك ثانيا لأحد كبار السن، الذي سيسهب لك في الشرح عن المبررات والأسباب والمعطيات والحيثيات حتى عصر الجمعة المقبل إن شاء الله.. لك أن تعلم أيضا أن "تزوير" تواريخ الميلاد، وجد رواجا كبيرا في المجال الرياضي أيضا، فبنظرة متأنية ستكتشف أنك وُلدت ودرست ثم توظفت فتزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء، بينما لا يزال أحد اللاعبين صامدا في درجة الناشئين رغم محاولات إخفاء "شاربه" الذي أصبح مضادا لكل شفرات الحلاقة!.

المرة الأولى التي سمعنا فيها مفردة "التزوير" كانت في المرحلة الابتدائية، بعدما سرت شائعة كبرى بأن أحد الطلاب "زور" توقيع والده على شهادته الشهرية، التي كان من المفترض أن تصل لوالده، ثم تعود للمدرسة ممهورة بتوقيعه؛ لضمان اطلاعه على مستوى ولده الدراسي، والحق أنني ربما مارست ذات الممارسة، لو كانت تلك الشهادة لي، فالأرقام التي تحويها لا تشبه شيئا سوى درجات الحرارة في المدن الروسية وسط الشتاء! الأمر السيئ أن "تزوير" الطالب فشل فشلا ذريعا بعدما وقع توقيعا حوى كل الأشكال الهندسية المعروفة وغير المعروفة! أما الأمر الأسوأ، فأنها لم تكن المرة الأخيرة التي نسمع فيها عن "التزوير"، بل إن هذه المفردة أصبحت تصل لآذاننا بجرعات كبيرة مؤخرا، بل صارت من المفردات الأكثر انتشارا على محركات البحث الإلكترونية!

عددوا معي فقط.. تزوير "عملة"، تزوير "صكوك"، تزوير "انتخابات، تزوير "شهادات" تزوير "أختام"، تزوير "تذاكر مباريات"، تزوير "تواريخ مواد غذائية فاسدة"، تزوير "عقود"، تزوير "عبوات ماء زمزم"، ولأن المساحة لا تكفي فسأحيلكم لـ"جوجل" لتسألوه عن كلمة "تزوير"، ثم يجب أن تنصتوا له حين يرد بـ: هل تقصد "ضعف الرقابة وغياب العقوبة"!.