أواخر التسعينات، كان من الأساسيات المهمة في مجالس الرياض أن تكون "الجزيرة" موجودة في تلفزيون المضيف. كان السعوديون تواقون للخبر غير الرسمي، ومتشوقون للإثارة في ظل عقود من رتابة نشرات الأخبار، وتحفظ البيانات الرسمية. كانت "الجزيرة" تقدم طبقا للمشاهد السعودي كامل الدسم، يشبع رغباته في الفضولية وسماع ما لم يسمعه. ما يقارب العقد و"الجزيرة" مسيطرة، وتمرر ما تريد "وهذا حقها" حتى ظهرت "العربية" 2003، وكان ظهورها أشبه بالمغامرة، ولم يتوقع أحد لها النجاح. لكن صادف أنه في سنتها الأولى ضربت موجة إرهاب السعودية، فكانت المهنية وأسبقية الخبر، هما من جذب الناس إلى "العربية". ضربت الإرهابيين إعلاميا بكل ما تملك، وقدمت الحقيقة فقط.. وقطعت الخط على منافس ينتظر مثل هذه الأحداث لتمرير ما يريد.
عقد مضى على "العربية"، أزاحت منافستها حسب الإحصاءات من الصدارة. تغير مهاجموها من الإرهابيين إلى الحركيين، وتغير السبب من الإرهاب للربيع.. يمنع منعا باتا انتقاد أنظمة الإخوان في دول الربيع "للقناة الفلولية الصهيونية اليهودية".. التي تحاول زعزعة دول الربيع التي تعيش في أمن مستتب وليس فيها كدر! كل هذه المفردات الواردة بين قوسين يكتبها قائد الحملة الحركية في "تويتر" ضد "العربية"، والمدهش والمفجع أنه يضع عنوان معرفه في "تويتر" "love liberty" أحب الحرية. يا إلهي إذا كان الحركي محبا للحرية، ويهاجم كل من يختلف معهم بهذه الطريقة! فإما أننا لا نفهم الحرية أو تغيرت مفردات الإنجليزية. أوجعت "العربية" الحركيين بنقل ما يجري عند حلفائهم، وأوجعتهم أكثر بتصدر الوجهة الإعلامية للسعوديين.
ارفع سيفك يا قائد الحرب ضد المتصهينين، وقل لنا أين كان وضاح خنفر يجتمع أسبوعيا ليأخذ التعليمات لقناته.. أكيد قرأت "ويكليكس".. لكنها متصهينة.. انتقدت استضافة موفق الربيعي وصمت عن بيان "حزب الله العراق" ضد وطنك. فخر لي، كل سعودي يعمل في "العربية" حتى لو اختلفت معه. جعلوهم يصرخون من الألم، وفضحوا أن من يطلب الحرية يمتطيها لمصالحه ثم يضيق بها. يحبون الحرية في نقد كل شيء.. إلا مشروعهم.