منذ نشر الرسوم الدنمركية السيئة السمعة وحتى الآن، ما زلنا نستقبل بين فترة وأخرى رسائل إلكترونية مثيرة للغرابة يرسلها بعض بني جلدتنا، تحذرنا من مواقع إلكترونية معادية لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وكارهة لكتاب الله، ولكنها في نفس الوقت تدعونا لنشر روابط هذه المواقع بحجة الدفاع عن القرآن العظيم ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم! وبحماس شديد نعيد نشر هذه الروابط دون أن نسأل أنفسنا: ما الفائدة من الترويج بيننا لمواقع معادية لنبينا وقرآننا؟ بكل تأكيد عندما نعيد نشر هذه الرسومات أو رابط ذلك الفيلم السيئ، فإننا نسهم في نشر ما في هذا الفيلم من شتائم وافتراءات. وبذلك نخدم من غير قصد أهداف منتجي هذه الأفلام والرسوم! صحيح أن الدفاع عن نبينا وقرآننا هو واجب شرعي، إلا أن إعادة نشر روابط هذه المواد وإرسالها داخل مجتمعنا لا تؤدي حق الدفاع بل تزيد من نشر الشتيمة وتروج لمعلومات خاطئة. الظاهرة الجديدة في هذه الرسائل أنها بدأت تغزونا منذ أسبوعين عن طريق الجوال بصورة تشبه الحملة الإعلامية. إذ تخاطب فينا الحمية والغيرة لتثير فينا الحماس لإعادة نشر روابط هذه الأفلام! والأغرب من ذلك أن البعض يقوم بإعادة نشرها على مجموعته البريدية ومن ثم يقوم الآخرون بنشرها مرات عديدة على مجموعات أخرى على الواتس آب! وبذلك يسهمون في نشر الشتم والتشويه ونشر المعلومات المثيرة للشك في ديننا.
لا بد من الالتفات إلى هذه الخديعة التي ابتدعها الحاقدون منذ بداية الإنترنت عندما كانوا يرسلون إلى المواقع الإسلامية مواد مسيئة، فتعيد بعض هذه المواقع نشرها بهدف التحذير منها وهي لا تدرك أنها أسهمت في ترويجها. لذلك فإن أفضل وسيلة لوقفها هو عدم إعادة نشرها بيننا، وبذلك نحبط ترويجها.