أوسكار (أفضل فيلم) لهذا العام عاد ليذكرنا بذلك الخيط الرفيع بين السياسة والفن، وقد فاجأت السيدة ميشيل أوباما الجمهور، وقدمت الجائزة لفيلم "آرجو" للمخرج والمنتج (بن آفليك)، الفيلم يحكي قصة غير ممتعة لخطة استخباراتية ساذجة (فنيّا)، استخدمت فيها هوليوود لإنقاذ رهائن أميركيين في إيران عام 1979 – والفيلم من وجهة نظري – غير مستحق أن يقف حتى على مسافة خلف أفلام نالت الجائزة سابقا مثل (تايتانك، صمت الحملان، الجمال الأميركي، شكسبير عاشقا، فتاة المليون دولار، عقل جميل، فوريست غامب) وحتى فيلم مشابه له (إنقاذ الجندي رايان) والعشرات من الأفلام التي تبقى في ذاكرتك، وبعضها يؤثر في طريقة تفكيرك إلى الأبد. بل إن "آرجو" لا يصل إلى مستوى أفلام تجاوزها الأوسكار مثل تحفة "أفاتار" والذي خسر الجائزة عام 2010 في ظروف مشابهة لصالح فيلم "خزانة الألم"، والذي كان يدور حول الحرب في العراق. حبكة "آرجو" تذكرك ببعض "أكشن" (ميل جبسون) الجماهيري البسيط طرحا، ولا تحركك مثلها من مقعدك إثارة ومتعة، جلّ أحداثها متوقعة، الشخصيات باهتة لا تتطور، والفكرة غير أصيلة، والأداء في منطقة الوسط الهوليوودي، والعمل كله بلا عمق فلسفي يجعلك تتقبل أن يكون الفيلم أجمل ما أنتجته الإنسانية سينمائيا هذا العام. وهذا هو معنى أفضل فيلم في (الأوسكار).
إن السينما هي وريث (الكتاب) الشرعي اليوم، والأوسكار أهم، اقتصاديا وسياسيا، من نوبل للآداب. ولكنها لا تملك مصداقية نوبل (النسبية).