وقعت مصادمات عنيفة بين الحوثيين وخصومهم في العاصمة صنعاء عندما احتفل أنصار الحوثي الذين يهيمنون على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات قريبة لها، بيوم الغدير لأول مرة خارج منطقة نفوذهم. مما ينذر بمواجهات ساخنة بين الطرفين في المستقبل القريب، في ظل تمسك كل طرف بموقفه. وشهدت صنعاء استنفاراً أمنياً مكثفاً بعد تنظيم الاحتفال في منطقة الروضة بالقرب من المطار، فيما عزَّز خصوم الحوثي من إجراءاتهم الأمنية في المناطق التي يسيطرون عليها.

وتنظر بعض الأطراف اليمنية والدولية إلى الحوثيين باعتبارهم أداة في أيدي الحكومة الإيرانية، حيث أعلنت صنعاء على لسان الرئيس عبد ربه منصور هادي اكتشافها أكثر من خلية تجسس في العاصمة ومدينة عدن. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال في تحقيق مطوَّل إن طهران تسعى إلى دخول اليمن كلاعبٍ رئيسي، وإن خطتها الاستراتيجية تكمن في إقامة دولتين تدعمهما بشكلٍ كبيرٍ وواضح، الأولى دولة شيعية في الشمال تحت حكم حركة الحوثي، والثانية دولة انفصالية في الجنوب بالتنسيق مع حركات انفصالية عدة. وأكدت أن اليمن مقبل على تغييرات هامة في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية تعيد إلى الذاكرة الوضع في لبنان خلال فترة الثمانينات، عندما أنشأت حزب الله حتى أصبح قوة قيادية، وقام الإرهابيون المدعومون من إيران بتصدر المشهد من خلال تفجير السفارة الأميركية وثكنات بحرية في بيروت. وقالت "الحكومة اليمنية تتصارع أيضاً مع ثورة مسلحة انفصالية في الجنوب، ويعيش نائب الرئيس السابق علي سالم البيض في لبنان حيث حاول أن يبني حركة موالية لإيران في الجنوب بحسب دبلوماسي غربي في صنعاء. ومع أن الحوثيين والجنوبيين جماعتان انفصاليتان لكل منهما أجندة مختلفة، إلا أن طهران تعمل على تسهيل عملية شراكة، كما تسعى إلى التواصل مع القاعدة، ولديهم جميعاً هدف مشترك هو الإطاحة بحكومة صنعاء الموالية للولايات المتحدة. لذلك يرجَّح أن تتعاون القاعدة وإيران رغم اختلاف الأهداف الدينية".