ركز الرئيس الأميركي باراك أوباما، وخصمه الجمهوري ميت رومني أمس، جهودهما على ولاية أوهايو التي قد تمسك بمفاتيح البيت الأبيض قبل أيام من موعد الانتخابات الرئاسية. وتبادل المتنافسان الهجوم أول من أمس، ليستأنفا حملتهما الانتخابية بعد تعليقها بسبب الإعصار ساندي من أجل توصيل "الرسالة الختامية" في الجولة الأخيرة من سباق متقارب نحو البيت الأبيض.
وقبل أيام على الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل أحيا أوباما شعار "التغيير" الذي رفعه عام 2008، وقال: إنه المرشح الوحيد الذي كافح من أجله حقا. وانتقد رومني أوباما واصفا إياه بأنه عاشق للحكومات الكبيرة التي توسع البيروقراطية الاتحادية.
وتظهر استطلاعات الرأي التي تجرى في البلاد، تعادل المرشحين تقريبا في السباق الرئاسي وسيقضي أوباما ورومني الأيام الأخيرة من حملتهما في ثماني ولايات متأرجحة من شأنها أن تحدد الفائز بأصوات المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض وعددها 270 صوتا.
وجعل أوباما ولاية ويسكونسن أول محطة في جولة تتضمن أربع ولايات يعقد خلالها أيضا تجمعات انتخابية في نيفادا وكولورادو قبل أن يقضي الليل في أوهايو.
وكان أوباما ورومني علقا حملتيهما الانتخابية لبضعة أيام في الوقت الذي ضرب فيه الإعصار ساندي الساحل الشرقي، وخلف وراءه دمارا هائلا، وأجبر أوباما على تحويل اهتمامه إلى سبل الإغاثة من الإعصار. وأعطى هذا التعليق بعض المزايا غير المتوقعة لأوباما، الذي حظى بإشادة كبيرة من الحاكم الجمهوري لولاية نيوجيرزي كريس كريستي المؤيد لرومني، حيث قضى أياما في إدارة جهود الإغاثة الاتحادية في استعراض للقيادة الرئاسية، أدى لتهميش رومني إلى حد كبير.
ويعتزم أوباما زيارة أوهايو في كل يوم من الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية كما يخطط لجولتين أخريين لولايتي ويسكونسن وايوا.
وحتى الآن لم يخطط أوباما سوى لزيارة واحدة لكل من فلوريدا وفرجينيا حيث تظهر معظم استطلاعات الرأي تقدم رومني بفارق طفيف. وزار رومني ويسكونسن وأوهايو أمس، ويزور نيوهامبشير وأيوا وكولورادو اليوم. ويعتزم رومني اختتام حملته مساء الاثنين في نيوهامبشير وهي الولاية التي انطلقت منها مساعيه الانتخابية العام الماضي.
ومن المقرر أن يتوقف أوباما كل يوم وحتى الاثنين في أوهايو، أبرز الولايات الأساسية في انتخابات تجري وفق نظام اقتراع عام غير مباشر، يعطي أهمية كبرى للولايات المترددة.
وتوزيع الخارطة الانتخابية هذه السنة يملي على رومني الفوز بأوهايو، إن إراد الحلول محل أوباما في البيت الأبيض في انتخابات الثلاثاء، وإلا فسوف يتوجب عليه الفوز بجميع الولايات الأساسية الأخرى التي يركز عليها المعسكران جهودهما.
وبحسب آخر تسعة استطلاعات نشرت عن ناخبي أوهايو، فان ثمانية منها تشير إلى تقدم أوباما، فيما قدر متوسط النتائج الذي وضعه موقع ريل كلير بوليتيكس الفارق في نوايا الأصوات بـ 2,3 نقطة لصالح الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته.
أما رومني، فبالرغم من استمراره في التشديد على حصيلة أوباما السيئة في مجال الاقتصاد، إلا أنه اعتمد الإستراتيجية نفسها متبنيا حتى شعار "التغيير" الذي بنى عليه أوباما حملته السابقة.
وتتسارع وتيرة الحملة في الأيام الاخيرة المتبقية، اذ يقوم رومني بزيارة 11 ولاية في أربعة أيام فيما يجول أوباما على 15 مدينة في ثماني ولايات، مع التشديد على أوهايو حتى مساء الاثنين.