سيُشكل الشرق الأوسط تحديا هاما لصانعي السياسة الخارجية الأميركية في الإدارة المقبلة، التي ستدخل البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الحالي، سواء كان بما يخص التحولات التي أحدثها الربيع العربي، أو برنامج إيران النووي، أو موقف إسرائيل تجاه فلسطين وباقي الدول العربية في المنطقة، أو صعود الإسلام السياسي. وعلى الرغم من تحول الولايات المتحدة الأميركية نحو آسيا، إلا أن الطريقة التي يتعامل بها باراك أوباما، أو ميت رومني مع قضايا الشرق الأوسط الرئيسة ستشكل الجزء المركزي من برنامج السياسة الخارجية الأميركية خلال السنوات الأربع القادمة، كما كان عليه الأمر بالنسبة للرؤساء الأميركيين السابقين. وقد نشرت مؤسسة "تشاتهام هاوس" البريطانية للأبحاث في أكتوبر الماضي، ورقة حول احتمالات تحول السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط في حال فوز أي من المرشحيْن: أوباما أو رومني. ويمكن تلخيص ورقة تشاتهام هاوس في النقاط التالية:

• إذا فاز الرئيس باراك أوباما بفترة ثانية، فإن إدارته سوف تفتقر إلى التماسك الإستراتيجي الذي تمتعت به في الفترة الرئاسية الأولى. فلقد ولَّد الشرق الأوسط الكثير من التحديات التي يتطلب كل منها إطارا مختلفا للتعامل معها. وبالضرورة، أصبحت السياسة التي تتبعها إدارة الرئيس أوباما تعتمد على ردات الفعل وعلى التعامل مع كل حالة على حدة.

• وإذا فاز ميت رومني في الانتخابات، فإن إدارته سوف تعزز إستراتيجية ترتكز على مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط بشكل أساسي. وسيتم وضع تعزيز مطالب إسرائيل الأمنية فوق مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة نفسها. وربما لن تسعى الإدارة التي سوف يرأسها رومني إلى تحريك عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، ولن تعمل على تشجيع قيام دولة فلسطينية مستقلة.

• قد يتمكن ميت رومني من القيام بحسابات هامة وربما جريئة بعض الشيء ترضي بعض الدول العربية التي ستشعر بالانزعاج بسبب السياسة المنحازة تماما لإسرائيل التي ستتبعها إدارته وبسبب مخاوفها من الموقف الأميركي غير الكافي، بخصوص الهيمنة الإيرانية في المنطقة. وبسبب تراجع الاعتماد الأميركي على نفط الشرق الأوسط، قد تحاول إدارة رومني إجبار بعض الدول العربية على قبول سياسة خارجية تعتبر المصالح الإسرائيلية المؤشر الأهم مقابل حمايتها من الأطماع الإيرانية.

• جهود السلام الإسرائيلية-الفلسطينية لن تعود للظهور كأولوية، إلا إذا كانت هناك موجة جديدة من أعمال العنف تعيد الاهتمام إلى القضية، وتجبر الولايات المتحدة وأوروبا على التراجع. الاضطرابات في سورية وفي أماكن أخرى في المنطقة سوف تبقى في أعلى سلم الأولويات.

• تعطيل وإعادة توجيه البرنامج النووي الإيراني سيبقى الهدف الإقليمي الأهم, سواء فاز أوباما أو رومني. وقد يستمر رومني أيضا في استخدام الطائرات دون طيار لقتل الإرهابيين خارج حدود الولايات المتحدة.