يرى محللون ومقاتلون معارضون، أن الزيادة غير المسبوقة في الغارات الجوية، التي يشنها الطيران منذ بداية هذا الأسبوع، تشكل محاولة يائسة من نظام الرئيس بشار الأسد لاستعادة زمام المبادرة، بعد المكاسب التي حققها المقاتلون مؤخرا. واعتبروا أن الغارات لا تستهدف ضرب مناطق يسيطر عليها الثوار، بقدر ما تهدف إلى إثارة الخوف والغضب؛ لتأليب السكان المحليين ضد المقاتلين المعارضين الموجودين بينهم. ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز "آي اتش اس جاينز للإرهاب والتمرد" ومقره لندن، إن "الثوار حققوا مكاسب مهمة في الأسابيع القليلة الماضية، لا سيما في شمال سورية، والنظام يرى في الأمر تهديدا جديا". وأضاف أن "زيادة الغارات الجوية مدفوعة من هذه المكاسب العسكرية المهمة". وشهد الاثنين الماضي "أعنف الغارات" الجوية منذ بدء النظام استخدام سلاح الطيران الحربي في نهاية يوليو الماضي، إذ تعرضت مناطق سورية عدة لأكثر من 60 غارة جوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واستمرت الغارات المكثفة خلال الأسبوع الجاري، مستهدفة مناطق يسيطر عليها الثوار في الضواحي الشرقية لدمشق ومحافظة إدلب، لا سيما في محيط مدينة معرة النعمان. كما شنت طائرة حربية مقاتلة الثلاثاء الماضي غارة هي الأولى على أحد أحياء دمشق استهدفت حي جوبر، في يوم تبنت إحدى كتائب الجيش السوري الحر اغتيال أحد أعضاء هيئة أركان القوات الجوية السورية. وأتت الغارات بعد فشل القوات النظامية في دفع المقاتلين خارج مناطق سيطروا عليها في ريف العاصمة، واكتسابهم مناطق جديدة في شمال غرب البلاد.

ويعتبر المحللون أن سيطرة المقاتلين على معرة النعمان الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب كبرى مدن الشمال كانت مكسبا مهما. ويقول رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبدالجبار العكيدي: إن "لجوء النظام إلى هذا الاستخدام المفرط للغارات الجوية، دليل على أنه يخسر المعركة".