حاصر مئات المقاتلين الليبيين بأسلحتهم مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس أمس واقتحموه احتجاجا على تشكيلة الحكومة الجديدة التي منحها ثقته. وأفاد عثمان بن ساسي المسؤول المرتبط بالمؤتمر الوطني العام بأن "ما يجري وبالمستوى الذي يجري فيه هو خطير جدا". ومنذ مساء أول من أمس توجه عشرات الثوار السابقين، وبينهم من انضم رسميا الى وزارة الداخلية او الدفاع، إلى طرابلس للاحتجاج أمام مقر المؤتمر الوطني العام على منحه حكومة علي زيدان الثقة. وأمس سدت المداخل المؤدية إلى مقر المؤتمر الوطني العام بحوالي عشر سيارات رباعية الدفع وشاحنات صغيرة مزودة بمدافع، في جو لم يخل من الاحتقان.
وقال مقاتل يدعى عبدالجليل مزيك (42 عاما) "نحن نتظاهر ضد المؤتمر الوطني والحكومة التي اختارها لأنها تضم أعضاء سابقين في نظام معمر القذافي". ويحتج المتظاهرون على بعض الوزراء في الحكومة الجديدة ولا سيما أولئك الذين تعاونوا مع نظام معمر القذافي وعددهم خمسة على الأقل. وأشارت مصادر في المؤتمر إلى أن بعض الأعضاء اعترضوا على كثير من الوزراء لا سيما الخارجية والشؤون الدينية والنفط.
وفي عداد المسلحين المحتجين كان هناك من يحتج على عدم ضم الحكومة قياديين من الثوار السابقين، في حين كان آخرون يحتجون على تأخير دفع رواتبهم عدة أشهر. وتجمهر المسلحون أيضا أمام فندق ريكسوس المجاور لمقر المؤتمر الوطني العام الذي يستضيف كثيرا من الاجتماعات السياسية، وقد عمد كثير من المحتجين إلى دخول الفندق بأسلحتهم.