من المحتمل أن يكون الرئيس باراك أوباما، أقرب الآن إلى الفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية مما كان عليه الحال قبل أسبوع واحد، وذلك على إثر تطورات الأيام الأخيرة التي تمحورت حول إعصار ساندي وانعكاساته على مواقف الناخبين الأميركيين. فقد أوقف أوباما حملته الانتخابية لمباشرة مهام متابعة الإعصار، ومساعدة الولايات التي ألحق بها أضرارا كبيرة، فيما واصل منافسه الجمهوري ميت رومني، حملته بعد توقف لم يتجاوز من الوجهة العملية نصف يوم. وأدى ذلك إلى انتقادات في صفوف الناخبين، ممن رأوا أن الرئيس لم يحظ هنا بميزة متساوية مع منافسه.
وعادة ما تؤدي مثل هذه الأمور التي لا تبدو مهمة على صعيد السياسات واختيار الرئيس المقبل إلى تبدل في مزاج الناخبين الأميركيين، لا سيما وأن دور أوباما وظهوره بمظهر من يهتم بمتابعة تفصيلات الأضرار الناجمة عن الإعصار، جعل حصة لا بأس بها من الأميركيين تعبر عن أنها تشعر بالاطمئنان تحت قيادة أوباما. وخلال ظهور الرئيس المتكرر في مواقع الإعصار بحكم منصبه، غاب رومني تماما عن شاشات التلفزيون، مما أدى إلى خسارة عملية من زاوية تغطية الإعلام الذي انشغل بالإعصار لما يمكن أن يقوله المرشح الجمهوري.
وكانت مجموعة من الأميركيين ممن توقعوا نتائج الانتخابات الأربع الماضية بدقة، قد توقعت فوز أوباما على مستوى الأصوات الشعبية بفارق ضئيل. وقالت المجموعة: إنها تعتمد على استطلاعات الرأي العام، ليس حول مدى شعبية أي من المرشحين، ولكن حول شعور الأميركيين بمن سيفوز. وطبقا لاستطلاع أجرته رويترز فإن 53% من الأميركيين يتوقعون فوز أوباما فيما يتوقع 36% فوز رومني. وتدل استطلاعات مشابهة للرأي على نتائج مشابهة في عدد من تلك الاستطلاعات التي أجرتها مؤسسات أخرى.
وكان أوباما قد استفاد من تطورين مهمين أيضا، إذ إن حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي وهو جمهوري يتمتع بشعبية كبيرة، كال الثناء للرئيس الديموقراطي؛ بسبب وقوفه إلى جانب الولاية خلال محنة ساندي. واعتبر كثيرون أن موقف كريستي يعزز انطباعهم بأن أوباما تصرف على نحو مسؤول، فيما كان رومني يواصل حملته مستغلا انشغال الرئيس.
فضلا عن ذلك فإن مدير شركة جنرال موتورز كذب ما قاله المرشح الجمهوري خلال مناظرة علنية مع الرئيس عن قيام الشركة بنقل عمليات إنتاج أحد سياراتها المعروفة إلى الصين. وعزز ذلك أيضا من الانطباع بأن رومني لم يكن دقيقا خلال حملات متعددة شنها على الرئيس. وأضيف إلى هذين التطورين شريطا بثه الديموقراطيون وظهر خلاله رومني وهو يتعهد بإلغاء وكالة الطوارئ الفيدرالية التي تحملت العبء الأكبر في مساعدات الولايات التي ضربها الإعصار. ويعود تاريخ الشريط إلى وقت سابق على الحملة إلا أن ظهوره في هذه اللحظة التي يثني فيها الجميع على جهود الوكالة كان له مغزى في إظهار ما يريد الديموقراطيون قوله من أن رومني لا يحفل بالمواطن الأميركي العادي حتى في لحظات الكوارث القومية.