فيما كان الأطفال ينتظرون فرحة عيد الأضحى المبارك ويستعدون له بالملابس والهدايا والعيدية والفرحة بزيارة الأقارب والاحتفال بخروف العيد رحلت ضحية العنف الأسري الطفلة لمى عن هذه الدنيا، وكأنها اختارت أن تنتقل إلى جوار ربها ليلة عرفة يوم رحمة الله بعباده، ليكون رحمة لها ويخلصها من عذاب ألم الإصابات والخوف الذي تعرضت له جراء التعذيب على يد والدها ومن العيش بإعاقة دائمة.. رحلت لمى بألم جسدي ونفسي لم تتحمله طفلة في الخامسة من عمرها وقعت تحت وطأته طيلة تسعة أشهر.
وعلمت "الوطن" أنه في يوم السبت 4 ذي الحجة حضرت والدتها للمستشفى بناء على طلب الأطباء لترافق ابنتها بعد تحويلها من غرفة العناية الفائقة لجناح رقم 400 في المستشفى العام بمدينة الملك سعود الطبية، حيث كانت حالتها مستقرة ولم تصحُ من الغيبوبة التي تعرضت لها، وإن كانت في أيامها الأخيرة تفتح عينيها وتتجاوب مع من يكلمها وتشد على يدها وتنظر إليه ولكنها نظرة غير ثابتة, وبعد يومين عانت من ارتفاع في درجة الحرارة، ولم تزرها والدتها خلال مدة إقامتها في المستشفى سوى أربع مرات فقط، وبعد إلحاح من الأخصائية الاجتماعية المشرفة على حالتها.
وأوضحت منسقة لجنة الحماية من العنف الأسري بمدينة الملك سعود الطبية الأخصائية الاجتماعية منيرة المبارك أن لمى توفيت الأربعاء الماضي ليلة الوقوف بعرفة ثاني يوم من خروجها من العناية الفائقة.
وقالت المبارك: توفيت لمى ليلة يوم عرفة وكان وضعها الصحي مستقرا ولم تصحُ من الغيبوبة منذ إصابتها ودخولها للمستشفى، وطلب الأطباء إخراجها من العناية الفائقة لترافقها والدتها، لعل ذلك يساهم في تحسن حالتها النفسية ويرفع من معنوياتها ولصعوبة تواجد والدتها معها في العناية الفائقة. وبالفعل أخرجت من العناية الفائقة إلى غرفة عادية وطلبنا والدتها لترافقها، وكانت والدتها لا تأت لزيارتها إلا بعد أن نطلبها، وعندما حضرت طلبت نقلها على الدمام لتكون قريبة منها، وفي الوقت الذي كنا ننهي فيها إجراءات نقلها للدمام فوجئت باتصال الطبيب الشرعي يخبرني بوفاتها.
وكانت "الوطن" قد تابعت حالة لمى منذ تعرضها للعنف الأسري والتعذيب على يد والدها في الأشهر الثلاثة التي جاءت لزيارته فيها، حيث أصيبت خلالها بكسر وتورم في الجمجمة ونزيف بالدماغ وكسور وكدمات وجروح في كل أنحاء جسدها، وآثار لحروق إطفاء السجائر بجسدها الصغير. وأشارت التحقيقات الأولية في القضية إلى اتهام والدها وزوجته بالتسبب فيها، وعلمت "الوطن" من مصادرها أن والد الطفلة اعترف بأنه كان يضربها لتأديبها، على حد زعمه، وأوقف الوالد وزوجته في السجن فيما تتابع دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام في حوطة بني تميم القضية.