"ياغالي عليّا ياحبيبي ياخويا.. ياأجمل هدية من أمي وأبويا" .. غنتها الراحلة فايزة أحمد في بداية الستينات، حيث عرفت تلك المطربة بـ "مطربة الأسرة العاطفية"، .. تلك الكلمات كانت استهلال لحملة "أخي الحبيب"، والتي قامت بإطلاقها مجموعة من الفتيات، عبر وسائل الاتصال الحديثة لإخوانهن.

تقول قائدة الحملة أماني الخلاصة التي أطلقت على نفسها "زعيمة المشاعر الأخوية ": "اتفقت مع (قروب) الصديقات على استعادة معاني الأخوة السامية المعاني السامية والعميقة بين الأخ وأخته، والتي فترت وأصابها الجفاء، والبعد، والانقطاع في ظل العصر التكنولوجي، ولم تنته الخلاصة من تلك البادرة النبيلة حتى بدت تظهر عليها ملامح الخيبة والألم.

وأضافت "جميع من في القروب وبدون استثناء فوجئن بردود أشقائهن على رسائل الحب الأخوية، وأولهن كانت قائدة الحملة وهي أنا".

قالت الخلاصة: "أرسلت لأخي عبر الواتس أب قائلة "أخوي أحبك وربي يخليك لنا"، وبعد فترة من الصمت استجاب أخيرا لرسالتي بكلمات قصمت مشاعري، وجعلتني أشعر بخيبة أمل حول الفتور الذي أصابنا، فقد رد علي قائلا :"خير انشا الله أكيد تبين شئ ماني فاضي".

وعن رفيقاتها في الحملة ذاتها قالت الخلاصة: "جميعهن تلقين من إخوانهن ردودا مشابهة، ومنهن صديقتي نورة التي تمنت لو لم تشترك معنا في الحملة ذاتها، حيث أرسلت لأخيها رسالة نصها: "أخي الحبيب .. دمت تاج فوق رأسي" فرد عليها أخوها قائلا:" الذيب مايهرول عبث.. مشغوووول وماني فاضي للمشاوير".

ومن القروب ذاته في حملة (أخي الحبيب) تقول ريم الحبلاني: "تحديت جميع الصديقات في الحملة ذاتها بأن أخي سيكون مختلفا عن الآخرين، وكان المشجع الوحيد لي على ذلك التحدي كونه الأخ التوأم لي، فلم يكن الفارق بيني وبينه أثناء الولادة سوى خمس دقائق، ولكن رده كان صادما، فقد رد علي قائلا "أنا مفلس من العيديات.. اطرقي بابا آخر يااااأختي العزيزة".

وتابعت الحبلاني قائلة: "عندما قرأت الرسالة، تبلدت مشاعر الأخوة بداخلي، وتمنيت لو لم أرسل لأخي تلك الرسالة، التي أجهضت التحدي، وأصبحت أضحوكة لصديقاتي".

واستهجنت ماجدة رد أخيها على رسالتها، حيث قالت: اتفقنا جميعنا نحن المشتركات في الحملة على أن نصور المحادثات والرسائل التي تصلنا من إخواننا، ونتبادلها فيما بيننا، بكل مصداقية، ودونما أي حذف أو تغيير، وكنت أنا من بدأت بذلك الشرط كون علاقتي بأخي الذي يكبرني بثلاثة أعوام وهو متزوج قائمة على الحب والمودة".

وعن رسالتها قالت: "رسالتي لأخي كانت عبارة عن مقطع لأغنية عن الأخ تقول كلماتها :" فاتح لي قلبك وفاتح لي بيتك

عمري ما قصدتك إلا ولقيتك

بتباهى بعزك وتباهى بصيتك

روح إلهي يريح قلبك ويزيدك

خدها من قلبي ومن روحي يا خويا

يا حبيبي يا حبيبي يا حبيبي يا خويا".

وعن مدى استجابة أخيها لها قالت ماجدة: "ذكر أخي في رسالته ما لم أتوقعه، وكنت لا أختلف عن البقية ونص رسالته كما وردتني: "مع نفسك يا أختي العزيزة ..السيارة في الورشة.. والمدام تعبانه.. والنفسية لحقتها وتعبانه ".

وفسرت اختصاصية التربية الأسرية مسفرة الغامدي ذاك البعد والجفاء في ردود الإخوة على شقيقاتهم بأنه يرجع إلى عدة أسباب، ومن أهمها قلة التواصل الأسري بين أفراد العائلة الواحدة، والانشغال في أمور الحياة المتنوعة.

وحذرت من الجفاء الذي قد يعوق التواصل الأسري، خاصة في هذا العصر، حيث قالت: "علينا أن نعي خطورة الفتور في التواصل بين الإخوة في الزمن الحاضر، والذي مع الأسف قد تميز بضعف الأواصر العائلية".

وعن حالة الفتيات وخيبة الأمل التي واجهنها قالت الغامدي: "من المحزن إن نلحظ ازدياد الجفاء والبعد ما بين الإخوة والأخوات، فجميع الرسائل التي وردت من الإخوة مفادها أنه لا يسأل عنهم إلا لحاجة، وذلك ربما مرده لإيقاع العصر التكنولوجي الذي زادت فيه وسائل الترفيه والإلهاء، كذلك لا ننكر دور الاستهلاك المادي وتأثيره على تلك المشاعر النبيلة، بحيث كان له نصيب الأسد من ذلك الجفاء الواقع الذي أبعدنا عن تلك المشاعر الروحانية، وحال بين تقارب أفراد العائلة الواحدة، فما بالنا بالأصدقاء والجيران؟".

ونوهت الغامدي إلى ضرورة تدليل المشاعر الأخوية، واستنهاضها من خلال تلك الحملات التي تسخر التكنولوجيا رغما عنها لمصلحة تلك العلاقات الأسرية التي تصب جميعها في قالب سلامة الفرد والأسرة والمجتمع.