كشفت التحقيقات الأولية في حادثة "عين دار" ببقيق، التي قضى فيها 25 شخصا، أن هناك شبهة جنائية وراء حدوثها، في حين شيعت المنطقة الضحايا في أجواء حزينة.
وتسلمت صباح أمس اللجنة الأمنية المعنية بالتحقيق في ظروف وملابسات كارثة حفل زواج مركز عين دار التابع لمحافظة بقيق، التي أمر أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز بتشكيلها فـور وقوع الكارثة، ملف الكـارثة من إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، بعد العثور على طلقات نارية متناثرة من أسلحة نارية مختلفة، يشتبه في أنها السبب بسقوط الأسلاك الكهربائية من عمود ضغط عال للتيار الكهربائي في مسرح الكارثة، بعد تقطعها جراء إطلاق النار عليها بشكل عشوائي، وأسفرت عن وفاة 25 شخصا بينهم نساء وأطفال، وإصابة 30 آخرين بينهم كذلك أطفال ونساء.
وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، العقيد محمد الـعجيمي، في تصريح إلى "الوطن"، أن الـتحقيقات الأوليـة تشير إلى الاشتباه في جنائية "الكارثة"، بسبب وجود تلك الآثار، مؤكدا أن اللجنة الأمنية المكونة من محافظة بقيق وجميع الجهات الأمنية والحكـومية ذات العـلاقة، تواصل أعمال التحقيق؛ للوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء الكارثة، واستكمال الإجراءات النظامية.
وأضاف أن عمليات إدارة الدفاع المدني في محافظة بقيق، تلقت البلاغ عند الساعة الثامنة و46 دقيقة من مساء أول من أمس الثلاثاء، وهرعت إلى الموقع فرق إطفاء وإنقاذ تابعة للدفاع المدني إلى الموقع.
وبدورهم، ذكر شهود عيان "الوطن" أن الكارثة، وقعت بعد سقوط أسلاك كهربائية على البوابة الحديدية الوحيدة في "الفناء"، وصاحب ذلك ملامسة الكهرباء للباب الحديدي الذي شهد تدافعا وتزاحما بالقرب من البوابة، متسبباً في حدوث صعق كهربائي للمتدافعين.
ويمر على مكان الحادثة تيـار ضغط عالٍ مباشرة، وتـمت معاينته من قبل مدير إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الـشرقية اللواء عبدالله الخشمان، الذي أكد لـ"الوطن" أن التحقيقات جارية لمعرفة المزيد عن أسباب الحادث، واللجنة المشكلة لم تنهِ أعمالها بعد.
وخيم الحزن على جميع الأهالي في مركزي: عين دار القديمة والجديدة وبقيق بعد رؤيتهم لطابور الجثث وهو يتجه للقبور، وكذلك أثناء التشييع إلى مثواهم الأخير بعد ظهر أمس.
المواطن عايض الهاجري وصف ما حدث بأنه "كارثة"، وروى تفاصيل الحادثة عندما سمع المدعوون الـصراخ والعويل، ليهرع الأهـالي إلى مكان حفل النساء، وأخذوا في إخراج من استطاعوا إخراجه بعد تكسير الجدار بآلات ثقيلة، وحاول أحد المـوجودين كسر الجدار عن طريق صدمه بسيارته، ولكنها محاولة لم تنجح، فتكسرت سيارته بعد أن أحدث فتحة صغيرة غارت فيها مقدمة السيارة.
أمير الشرقية ينقل تعازي خادم الحرمين وولي العهد لذوي الضحايا
الدمام: الوطن
قدم أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، تعازيه ومواساته لذوي المتوفين في حادثة حريق حفل الزواج بمركز عين دار الجديدة بمحافظة بقيق، ناقلا تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز إلى أهالي المتوفين في هذا المصاب الجلل.
جاء ذلك خلال زيارة أمير الشرقية أمس لأهالي المتوفين والمصابين والالتقاء بهم في مركز عين دار الجديدة، حيث قدم تعازيه وتعازي القيادة إليهم في مصابهم الجلل، مؤكد أن المصاب هو مصاب الجميع.
وعبر رئيس مركز عين دار فهد بن بعيث وأهالي المركز وذوو المتوفين، عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين، ووزير الداخلية على مواساتهم وتعازيهم، مؤكدين أن هذه المشاعر الصادقة ليست مستغربة على قيادتنا الحكيمة التي تشارك أبناء هذا الوطن أفراحهم وأحزانهم، داعين المولى عز وجل أن يجزي قيادة هذا الوطن الثواب والأجر وأن يرحم المتوفين ويسكنهم فســـيح جناته وأن يـنـزل الشــفاء العاجل على المصابين إنه سميع مجيب.
وكان أمير الشرقية وجه بتشكيل لجنة عاجلة من جمـيع الجهات ذات العلاقة للتحقيق في حادث الحريق الذي وقع في حفل زواج بمركز عين دار الجـديدة بمحافظة بقيق وتابع سموه الحادث منذ وقوعه ووجه جميع الجهات المختصة بمتابعة الحادث وأوضاع المصابين ونقلهم لجميع مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج وتقديم كل الرعـاية الصحية لهم.
مركبات خاصة تنقل "الجثث" للمقابر
الدمام، البقيق: مسفر العصيمي، عبدالله السلمان
أثار قيام بعض أسر ضحايا الصعق الكهربائي في حفل زفاف عين دار التابعة لمحافظة البقيق في المنطقة الشرقية، بنقل جثث بعض المتوفين لمواراتها الثرى عبر مركبات نقل خاصة صغيرة، حفيظة عدد من أقارب الضحايا والمشاركين في مراسم الدفن يوم أمس، دون حضور لسيارات نقل الموتى التابعة لأمانة المنطقة الشرقية.
وأكد عدد من المشاركين في مراسم الدفن أن الطريقة التي تم بها نقل بعض الجثث إلى المقبرة، لم تكن بالشكل المطلوب، ولا تعبر عن مراعاة حرمة الأموات، وكأنها في مواقع نائية لا تتواجد فيها بلديات أو جهات حكومية، في حين أنه كان من المفترض أن يتم التنسيق بين المستشفى الذي استقبل الحالات وبين البلدية لتأمين السيارات الخاصة بنقل الموتى إلى المقبرة خلال إنهاء الإجراءات وقبل خروجها إلى مثواها الأخير.
وطالب أهالي عين دار الذين تحولت ساحة أفراحهم إلى عزاء، الجهات المختصة بتأمين ساحة أفراح للهجرة وقراها.
وقال المواطن ناصر الهاجري لـ"الوطن" إن ما حدث كان مأساوياً، إضافة إلى تأخر الهلال الأحمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة مما اضطر الأهالي إلى نقل الجثث والمصابين في سياراتهم، حتى عند استلام الجثث من المستشفى لدفنها، فقد نقلوا جميعاً عدا واحدة في سيارات أهاليهم، مطالباً بإنشاء صالة أفراح مجهزة بوسائل السلامة، حتى لا تتكرر المأساة.
ومن جهته، أكد مدير العلاقات العامة في أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان في تصريح إلى "الوطن" أنه سيتم التحقيق في الأمر ومعرفة الملابسات التي رافقت عملية نقل الموتى بهذه الطريقة، مشدداً على وجود سيارات خاصة بنقل جثث الموتى وهي متوفرة في مختلف البلديات الفرعية في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بالبلدية الأخرى في حال الحاجة لذلك، سواء في حال زيادة عدد الجثث، أو لأي ظروف أخرى خارجة عن الإرادة.
.. وحالة طوارئ "قصوى" تستنفر المستشفى
الدمام: مسفر العصيمي
أعلن مستشفى البقيق فور وقوع حادثة "عين دار" حالة الطوارئ القصوى لاستقبال الضحايا والمصابين.
وأكد المدير العام للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية الدكتور صالح الصالحي، أن الحالات التي أحضرت لمستشفى البقيق العام بعد وقوع الحادثة التاسعة والنصف ليل أول من أمس، بلغت 10 حالات وفاة و15 حالة إصابة تم استقبالها في المستشفى، وتم تسليم الوفيات إلى ذويهم بعد إنهاء إجراءاتهم صباح أمس، فيما تم خروج 13 حالة بعد تماثلها للشفاء، وإحالة حالتي إصابة إلى مجمع الملك فهد الطبي بالظهران لتلقي العلاج، إضافة إلى حالات أخرى تمت إحالتها إلى مستشفى أرامكو السعودية.
وأوضح الصالحي الذي تواجد في المستشفى لمتابعة الحالات، أن مستشفى البقيق أعلن حالة الطوارئ منذ مساء الثلاثاء وعملت جميع الطواقم الطبية في حالة استنفار عام وبالطاقة القصوى تحسباً لوصول مزيد من الإصابات، وتم استقبال الحالات والتعامل معهم وفق الإجراءات الطبية، داعياً بالرحمة للمتوفين، والشفاء للمصابين، وعبر عن تعازيه لأسرهم وأن يلهمهم الصبر والسلوان.
وأوضح أنه وجه بأن تكون جميع مستشفيات المنطقة على أهبة الاستعداد، في حين وقف على حالات المصابين بشكل مباشر.
مشاهدات من موقع الكارثة:
• تواجد مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية بالإنابة اللواء عبدالله الخشيمان، ومدير شرطة بقيق العقيد ناصر القحطاني، اللذان أشرفا شخصيا على أعمال الإنقاذ والتحقيق.
• فرض رجال الأمن في شرطة بقيق طوقا أمنيا على كامل الموقع لرفع الآثار والأدلة الأخرى، التي قد تسهم في الوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء الكارثة.
• رفع رجال فرقة الأدلة الجنائية في شرطة المنطقة الشرقية عدة طلقات نارية داخل موقع الحفل وبجوار السور الخارجي للموقع.
• شاركت 20 فرقة إسعافية تابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقة الشرقية في نقل المصابين والمصابات إلى مستشفى بقيق العام، ومستشفى أرامكو الطبي.
• إعلان حالة الطوارئ القصوى في المستشفيين لإستقبال الحالات، وتم استدعاء جميع الفرق الطبية المناوبة في المستشفيين.
• جرى تحطيم جزء من السور الخارجي بواسطة حراثة بعد وقوع الكارثة؛ لاستخدامها كبوابة أخرى، كما قام سائق سيارة بتحطيم أجزاء أخرى من السور لعمل بوابة إضافية لخروج المحتجزين والمحتجزات.
• كان من بين المحتجزين كبار في السن يجلسون على عربات متحركة.
• سجلت صباح أمس خروج كثير من المصابين والمصابات.
• تبلغ المساحة الإجمالية لفناء الكارثة 30×20 مترا مربعا، وهي ملاصقة لمنزل مكون من طابقين لأقارب ذوي العرسان.