قد يكون سباقا متكافئا للغاية حتى خط النهاية حيث يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني واحدة من أصعب الانتخابات في تاريخ الولايات المتحدة.

ومع بقاء أقل من أسبوع على إجراء الانتخابات يوم السادس من نوفمبر، يجوب المرشحان البلاد لزيارة الولايات الرئيسية المتأرجحة التي ستحسم من سيهبط على البيت الأبيض.

وقال أوباما "51 عاما" للناخبين في نيوهامبشاير الاثنين الماضي إن الأيام بدأ عدها التنازلى "حتى تدخلوا إلى مراكز الاقتراع وتحددوا اختياراتكم بشأن مستقبل بلادنا". وأضاف "ليس مجرد اختيار بين مرشحين أو حزبين سياسيين، إنه اختيار بين وجهتي نظر مختلفتين جذريا بشأن أميركا". ويوضح متوسط نتائج استطلاعات الرأي التي يجريها موقع "ريل كلير بوليتيكس" الإلكتروني أن رومني "65 عاما" يتقدم بنسبة طفيفة تعادل 1% على أوباما وهي نسبة تقع بشكل جيد داخل هامش الخطأ. إذ قبل شهر كانت الاستطلاعات تفضل أوباما مرشح الحزب الديموقراطي، لكن الظهور الحاسم لرومني المحافظ في أول ثلاث مناظرات رئاسية حول المؤشر.

ويعتقد المرشح الجمهوري الآن أنه يحظى بقوة دفع. كما أنه حظي أيضا بدعم على الجانب المالي وهو في سبيله لتسجيل رقم قياسي في جمع التبرعات لحملته في الشهر الأخير حيث جمع 8 ,111 مليون دولار في النصف الأول من أكتوبر. وجمع فريق أوباما 5 , 90 مليون دولار في نفس الفترة.

إلا أن النتيجة رغم ذلك لن تحددها محصلة التصويت الكلية لأن النظام الانتخابي الأميركي يعتمد على الفائزين في كل ولاية. فرومني قد يفوز بأغلب الأصوات على مستوى البلاد، ولكنه سيفقد الرئاسة إذا لم يفز في الولايات الهامة.

ويركز النظام بقدر كبير من الاهتمام الزائد على عدد مما يسمى بالولايات المتأرجحة حيث نتيجتها ستحدد الفائز. فكل من أوباما ورومني كرس تقريبا كل وقته في الأسابيع الأخيرة على تلك الولايات - أوهايو وكولورادو وفلوريدا وأيوا ونورث كارولينا ونيو هامبشاير ونيفادا وفيرجينيا وويسكونسن، إلى جانب أرض المعركة التقليدية بنسلفانيا.

ويحظى أوباما بتقدم في أوهايو - التي لم يفز مرشح جمهوري بالرئاسة دون الفوز بها - ولكن رومني يتقدم بنفس الشكل في فلوريدا الحاسمة بنفس القدر.

ومع اقتراب السباق، تتصارع الحملتان الانتخابيتان على كل صوت مع حث أوباما مبكرا على التصويت في الولايات التي تسمح للمواطنين بأن يدلوا بأصواتهم قبل الموعد. فقد أدلى أكثر من 17 مليون أميركي حتى يوم الثلاثاء الماضي، بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بحسب إحصاء أجراه باحثون في جامعة جورج ميسون بالقرب من واشنطن.

وسيتم تحليل أرقام المشاركة المبكرة عن كثب في الولايات الأساسية لمعسكري أوباما ورومني.

وأدلى قرابة 2,2 مليون ناخب من 11,9 مليونا في فلوريدا بأصواتهم، و1,7 مليون في كارولاينا الشمالية (شرق) و965 ألفا في كولورادو (غرب) و500 ألف في أيوا (وسط). وفي كولورادو مثلا، يوازي عدد الأصوات المسجلة حتى الآن 40% من مجمل الأصوات في عام 2008.

وصرح جون هاستد وزير شؤون ولاية أوهايو الثلاثاء الماضي أن 1,2 مليون شخص أدلوا بأصواتهم. وبلغ مجمل عدد الذين شاركوا في الانتخابات في الولاية 5,2 ملايين في عام 2008.