في وقت يستهدفنا فيه الإعلام الأجنبي، وعلى رأسه "حرة أميركا وبي بي سي بريطانيا"، نجد عمدة لندن بوريس جونسون، يبحث عن استثمارات من دول خليجية سيزورها منتصف أبريل المقبل قيمتها80 مليارا؛ لإقناعهم بتمويل مشروعه بناء مطار دولي في العاصمة البريطانية لندن يستقبل قرابة 180 مليون مسافر سنويا.
أرجع محللون مبررات العمدة، إلى انطباعه عن المستثمر الخليجي المستلهم من تمويل الخليج مشروع "أيروتروبليس حيدر أباد" في الهند، الذي يضم مزيجا من المطارات والمجمعات التجارية والمشاريع المتصلة بها، والخليجيون مولوه بـ30 في المئة من قيمة إنشائه. يعتقد محللون أن: نجاح المشروع سيعزز فرص جونسون السياسية، ودعم الخليجيين للمشروع يعني دعمه سياسيا، وهناك فوائض أموال خليجية ضخمة تبحث عن فرص استثمارية، ولبريطانيا ـ وتحديدا لندن ـ قبول خاص لدى المستثمر الخليجي.
نظرة عمدة لندن للرياض أنها "أكثر المستثمرين الخليجيين ثقلا وتريثا في أنماطها الاستثمارية، وتتخذ قراراتها على ضوء دراسات أكثر عمقا وبعدا مستقبليا. والسعوديون لديهم أسلوبهم الخاص، الذي أنضجته التجربة الاستثمارية الطويلة في العالم وبريطانيا تحديدا، إنهم من يحدد زمان ومكان وقيمة ما سيستثمرونه، الاستثمار في هذا المشروع، استثمار في عمدة لندن ربما يستثمرون في المشروع لتعزيز علاقتهم الخاصة مع أحد نجوم السياسية البريطانية، وأحد كبار السياسيين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة تؤهله ليصبح رئيسا للوزراء"..!.
الخلاصة، أن المصالح السياسية المتشابكة مع دوائر المال والاقتصاد تؤطرها النظرة لنفط الخليج وأمواله، وخبراته واستثماراته في مجالات التنمية الشاهقة، وأهمية منطقتنا، وثقلنا الاقتصادي أوراق حساسة في ملف الضغط على الآخر؛ لتتغير سياساته وأهمها التوحش الإعلامي، وغيبوبة المصداقية في الطرح تجاه المنطقة وإنسانها وإرثها الإنساني والثقافي والتاريخي، أكاد أجزم أن جذور ومنابع الاستهداف تدور حول النفط والمال والمكانة.
يجب أن يعزز تحريك الإعلام وخاصة الأجنبي ضدنا، واستخدامه أدوات الضغط وكل ماهو خلف الكواليس، وتحت الطاولات لينطلق انطباعنا عن هذا الاستهداف.. من استشعارنا لثقلنا الاقتصادي.
الاستثمار في الخارج لا يقل أهمية عن الاستثمار في الداخل، خاصة لتعزيز وتقوية المصالح الخارجية، بحيث تحافظ على أمن الداخل الإقليمي والوطني، آن أوان كسب الحلفاء الاستراتيجيين، وما ورد هنا نبذة صغيرة عن الإمكانات المتاح الاستثمار فيها؛ لتخفيف حدة هذا الاستهداف بالاستقطاب الممهد لعلاقات توازنها يحمي المنطقة.